هل حلق اللحية خطيئة كبيرة؟ وما حكم الدين في هذا الأمر؟ وفي هذا الموضوع أقوال كثيرة، فبينما يقول كثير من الفقهاء وعلماء الإسلام بجواز حلق اللحية، لا يقول فريق آخر من العلماء. ولننتقل إلى السنة النبوية والقرآن الكريم لنأتي بالأدلة على هذه المسألة، والآن سنبين لك هل قص اللحية من كبائر الذنوب أم لا:

هل حلق اللحية خطيئة كبيرة؟

وقد قدم علماء الشريعة والفقه تفسيرات عديدة تثبت جواز قص اللحى للرجال لأنه أمر من الله لنا. قال الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله)::

“ولهذا السبب يحلق الجهال اليوم لحاهم، فتجدهم يحلقون لحاهم ويصرون عليها، ولا يرون ذلك إلا زينة وجمالا، والحقيقة أن هذا عار وقبح، لأن كل ما يفعل قبيح. ولا خير في عاقبة المعصية، بل على العكس هي قبح، ومن أصر على هذه المعصية فقد أخطأ ولو كان صغيرا، لأنه مع الإصرار يصير كبيرا، والعياذ بالله، لأن الناس لا يفعلون ذلك. “كل يوم، في كل مرة يريدون الذهاب إلى السوق أو العمل، يذهبون وينظرون في المرآة، وإذا نمت خصلة واحدة من الشعر، يقومون بحلقها وإزالتها. “ستجد نفسك في عجلة من أمرك للوصول إلى هناك، نسأل الله أن يستمتع بوجبتك.”

ومن حديث الشيخ الراحل يمكن أن نستنتج أن حلق اللحية حرام، لكن هل هو من كبائر الذنوب أم لا يعتمد على طبيعة الحلاقة. فالجواب على سؤال هل حلق اللحية من الكبائر هو لا. إلا أنها خطيئة يجب مراعاتها حتى لا يقع في الشك.

وأوضح الشيخ عبد الرحمن عبد الصمد أن حلق اللحية من كبائر الذنوب لأنه يتضمن أربع كبائر: وهي: تغيير الصورة التي خلقها الله للرجال، ومخالفة أوامره، والتشبه بالنساء والكفار. وأضاف الشيخ عبد الرحمن أن هذه الحالة تعتبر من الإصرار على ارتكاب الذنوب الظاهرة أمام الناس لمخالفة وصايا الله ورسوله.

أقوال العلماء في حلق اللحية

عند الحديث عن كون قص اللحية من الكبائر، يقول كثير من الناس أنه من الكبائر الصغيرة، ولكن لدينا ما يدل على عكس ذلك. كما قال ابن مسعود في الحديث الذي وصل إلينا في هذا الموضوع. رواه البخاري.“إن المؤمن يرى ذنوبه كأنها في أسفل جبل فيخاف أن يقع عليه، أما الفاجر فيرى ذنوبه كالذبابة تمر تحت أنفه فيقول عنها هكذا: ثم يطير بعيدا” “.

ننصحك بالقراءة

ومن هذا الحديث نستنتج أنه ينبغي للمسلمين أن يتجنبوا الاستهانة بالذنوب، فالذنب خطيئة ولو كان وزن ذرة، وهو ذنب يحاسب صاحبه أمام الله عز وجل يوم القيامة. الآخرة: لا بد من الحذر في هذا الصدد، لأن الاستهانة بالذنب في حد ذاته يعتبر معصية أيضا.

حكم ديني في قص اللحية

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:(إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نغفر لكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما). [سورة النساء: الآية 31].

وفي هذه الآية لم يوضح الله تعالى ما هو مفهوم الكبائر، فينبغي للعبد أن يقيم كل ذنب يرتكبه على أنه كبير، حتى يدرك الإنسان أهمية ارتكاب الذنب. هما واحد ونفس الشيء، لذلك لا ينبغي معالجتهما.

أما حلق اللحية فهو من الذنوب التي يمكن أن يرتكبها الإنسان في حياته، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم:«من تشبه بقوم فهو منهم».“وهنا يؤكد نبينا أن النساء اللاتي يشبهن الرجال في قص لحاهن هن أيضا منهن، أي تخلصن من رجولتهن وأصبحن نساء مثل الرجال.

بالإضافة إلى حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:“ليس لدي أحد لأبدو عليه.” وهذا الحديث يؤكد كلام الشيخ عبد الرحمن عبد الصمد الذي قال فيه إن الله ورسوله لا يحبان من تشبه بالكفار، وكان الكفار في الجاهلية لا تكون لهم لحى، فكان والمسلم الذي يحلق لحيته يقلدهم أيضاً.

عند الإجابة على سؤال: هل حلق اللحية ذنب كبير، فالجواب ذنب كبير، لكن هل هو ذنب كبير أم لا فهذه مسألة لم يتم الاتفاق عليها بعد، فيجب الحذر من هذه المسألة. فاحذر أن تكون من أهل الذنوب الكبار بغير علم.