هل يغفر الله الكبائر بعد التوبة؟ ما هي أسباب قبول التوبة؟ من أهم نعم الله على المؤمنين أنهم يستطيعون التوبة إلى الله عز وجل بعد أن تزهقت نفوسهم وغرتهم الدنيا، ولكن هل يقبل الله عز وجل هذه التوبة، فماذا سيحدث للذنوب والشرور العظيمة؟ ماذا وعدوا؟ يمكننا شرح الجواب بالتفصيل.

هل يغفر الله الكبائر بعد التوبة؟

يذكر أن أحد المؤمنين بالله تعالى انخدع بالدنيا وارتكب الكثير من المعاصي في حياته، مثل عقوق الوالدين، والزنا، والفحشاء، والغيبة، وغير ذلك الكثير من المعاصي والتجاوزات. وليسأله مشايخ وأئمة الدين: هل يغفر الله الكبائر بعد التوبة؟

فأجابه الشيخ وذكر أن رحمة الله تعالى تشمل السماوات والأرض وكل شيء، وأنه يتولى مغفرة ذنوب العبد مهما عظمت سواء كانت كبيرة أو صغيرة. هذه الخطيئة ارتكبت في الخفاء، أو أعلنت هذه المعصية والعصيان علانية أمام أعين الناس.

لكن مغفرة الله لهذه الذنوب لا تتم إلا بشروط معينة، وهي شروط التوبة والاستغفار والتطهير من الذنب. ولا تظنوا أيها الأحباء أن هذه الشروط صعبة التنفيذ أو أنها تعيق توبة المؤمن. ومغفرة الذنب .

وقبل توضيح هذه الشروط لا بد من الاتفاق على واحدة من أهم المسائل، وهي أن الإنسان الذي يريد أن يغفر الله له ذنباً كان في أعماق نفسه يجب أن يندم على هذا الذنب وأن يعقد العزم على عدم العودة لذلك. الخطيئة مرة أخرى. ولا بد أن الندم والحسرة موجودان بالفعل في أعماق النفس، ولا يعلم ما تخفي الصدور إلا الله عز وجل، وحينها فقط يستطيع الله عز وجل أن ينفذ شروطه لقبول توبته. وتتمثل هذه الشروط على النحو التالي:

  • أن يقلع تماماً عن ارتكاب هذه الذنب من لحظة التوبة.
  • شعور التائب بالندم على الذنب الذي ارتكبه.
  • ويجب على التائب أن ينوي ألا يعود إلى هذا الذنب مرة أخرى.
  • أن ينصف من ظلمه ويغفر ذنوب الآخر.

وعندها فقط تقبل توبة هذا العبد الذي يرجو قبول توبته، ويتفق أغلب الفقهاء وعلماء الدين على هذه الشروط المذكورة أعلاه.

أسباب اختفاء الذنب بعد التوبة

ننصحك بالقراءة

تعلمنا هل الله يغفر الكبائر بعد التوبة، إذا ارتكب المسلم ذنبا أو عمل سيئة، عليه أن ينتبه إلى بضع نقاط إذا كان يرجو أن يغفر ربه هذا الذنب، وهذه النقاط كافية بإذن الله عز وجل. وأهم هذه المسائل لمحو هذا الذنب من أعمالهم ما يلي:

  • فالخاطئ يدعو ربه ويستغفره راجيا أن يغفر الله له ما ارتكبه من ذنوبه… وقد ذكر الله تعالى في كتاب الله تعالى ما يلي:
    (ووقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين.
  • وطلب من إخوانه في الدين أن يستغفروا له، أو أن يدعوا الله أن يغفر ذنوبه، أو أن يقدموا لهذا الشخص بعض الحسنات التي يمكن أن تشفع له يوم القيامة.

ومن لم يحقق شيئا من هذه النقاط فهو خاسر، ولا يلومن غيره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث روي عنه في هذا الموضوع:
(يا عبادي إنما أحسب أعمالكم ثم أجازيكم. فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غيره فلا يلومن إلا نفسه). رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كبائر الذنوب التي لا تغفر إلا بالتوبة

كل نفس هي دائما علامة شر، والله تعالى يعرف النفوس معرفة كاملة، وارتكاب الذنوب أمر ممكن وطبيعي بالنسبة للمؤمنين، ولسنا أنبياء أو ملائكة لنحمي من الذنوب، ولكن هناك ذنوب عظيمة. هذه هي الذنوب الوحيدة التي تسمى الكبائر وتحتاج إلى التوبة بالشروط التي ذكرناها سابقًا، حتى يغفر الله لنا ويعوضنا عن ذنوبنا وتجاوزاتنا. ومن الأمثلة على ذلك:

  • إن عدم الإيمان بالله عز وجل والكفر أو الشرك به من أكبر الكبائر عند الله عز وجل، ومن مات وهو يشرك بالله فله مقعده من النار وسوء العاقبة. والذي ذهب إليه أكثر أئمة الفقه وعلماء الشرك أنه يرجع إلى مشيئة الله تعالى، والله تعالى يفعل ما يريد.
  • فإذا أراد الإنسان رد حقوقه إلى أصحابها، ولكنه يريد التوبة، يريد رد هذه المظالم إلى أصحابها وهو لا يستطيع أو لا يستطيع تحقيق هذا الهدف، فإن له الحق أن يرجو المغفرة من الله والعفو، و إن الله تعالى هو الذي يغفر له ويبدل السيئات حسنات.
  • قتل النفس التي حرم الله بغير حق.

وأي ذنب كبير قد يرتكبه المسلم يغفر له بإذن الله تعالى، وبشرط أن يتوب العبد وتكون هذه التوبة صادقة، مستوفية شروط التوبة، فإن الله غفور رحيم.