إن معرفة الشريعة والتعاليم الدينية المقررة بعد الطلاق ضرورة ملحة. وحتى لا نقع في المحرمات، هناك عدة أنواع من الطلاق، ولكل نوع ضوابطه الخاصة. هل يجب على المرأة البقاء في بيتها بعد الطلاق؟ أم أنها تعود إلى بيت أهلها؟

هل يجوز للمطلقة أن تعيش مع زوجها السابق؟

ويجب على المطلقة أن تبقى في بيت زوجها بالطلاق الرجعي، ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه. فإذا فعلت ذلك تعتبر عاصية. عملاً بقوله تعالى:

“يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وعدوا واتقوا الله ربكم ولا تخرجوا ويلزمن بيوتهن ولا يخرجن منهن إلا أن يزمعن” فاحشة مبينة تلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد أخطأ ” لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك شيئا ”

أما في الطلاق البائن فقد اختلفت الآراء في ذلك، حيث قال بعض العلماء: يجب عليها البقاء في المنزل حتى تنتهي العدة، بينما قال آخرون: لا ينبغي لها الجلوس مع زوجها بعد الطلاق.

1- الطلاق البائن

وهو نوع من الطلاق الذي لا يحق للزوج فيه إرجاع مطلقته إلا برضاها. كما يبدأ معها زواجًا جديدًا، وله 4 أنواع.

  • الطلاق قبل الدخول لقوله تعالى:

“يا أيها الذين آمنوا إذا تزوجتم المؤمنات ثم طلقوهن من قبل أن تمسوهن فما لكم منهن عدة فتمتعوا بهن و”فأطلقوهن سبيلا حسنا”

  • فالزوجة تختار الطلاق البائن، فلا مخرج منه إلا بعقد جديد.
  • الطلاق للمرة الثالثة، ولا يمكن الرجوع إلا إذا تزوجت تلك المرأة؛ تطبيقاً لقول الله تعالى:

«فإن طلقها فلا تحل له مرة أخرى حتى تنكح رجلا آخر فإن طلقها فلا جناح عليهما في أن يرجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله حدود الله» قوم يعلمون.”

  • وللحاكم أن يفرق الزوج عن زوجته لأسباب غير الولاء أو صعوبة النفقة.

القرار بالرد على الطلاق البائن

وإذا طلق زوجته طلقة أو طلاقتين بائنتين، جاز له أن يرجع إليها أثناء العدة، ولكن بعقد جديد.

أما إذا طلقها ثلاثا، فليس له أن يرجعها إلا بعد زواجها برجل آخر وطلاقها من ذلك الرجل، أو وفاته بعد انقضاء عدتها.

2- الطلاق الرجعي

وهو طلاق يستطيع فيه الزوج الرجوع إلى زوجته في أي وقت بعد الدخول بها. فإن لم تنته عدتها، أما إذا وقع الطلاق قبل الدخول فلا يمكن لهما الرجوع إلا بعقد جديد، ولا عدة.

وعدة المطلقة طلاق رجعي أو بائن

  • وعدة المرأة غير الحامل هي ثلاث فترات، أي ثلاث فترات.
  • تنتهي عدة الحامل بوضعها؛ رغم أنها طلقت قبل ساعة من ولادتها.

قرار بشأن الطلاق

  • وعلى المرأة المطلقة التي يمكن استدعاؤها أن تبقى في بيت زوجها ولا تخرج منه حسب أمر الله.
  • وفي هذه الفترة إذا أرادت الرجوع إلى زوجها جاز للمرأة أن تتزين له وتبرز مفاتنها وفضائلها، فهذا لا يحرم.
  • وإذا أراد الرجل الرجوع إليها في العدة، فلا يحصل ذلك بعقد جديد ولا مهر برضاها، بل يكفيه أن يقول إنه أعادها إلى زوجته.
  • وإذا انقضت العدة ولم تتم الرجعة، اعتبر طلاقا بائناً، وإذا أرادتا العودة، وجب عليهما التوقيع على عقد جديد ومهر جديد عليه، مع رضاها بذلك.

الحكمة من جلوس المطلقة في بيت زوجها

فالهدف من بقاء المطلقة في بيت زوجها هو إمكانية الرجوع بينهما والتوبة لكليهما، ومنع وقوع الفواحش والأخطاء.

حالات طلب الطلاق في الإسلام

  • تعمد الزوج عدم القدرة على القيام بواجباته الزوجية، فمن حقها أن ترفض.
  • إذا لم يتمكن الزوج بالصدفة من مغادرة منزله وزوجته بسبب ظروفه المالية السيئة، فيمكنها الاختيار بين الطلاق والوقوف إلى جانبه.
  • وكان زوجها دائما يهينها إما بالضرب أو بالسب، سواء تكرر ذلك أو لمرة واحدة فقط.
  • وإذا طال سفر الرجل وكانت المرأة تخشى على نفسها الفتنة، يمكنها أن تفعل ذلك في هذه الحالة.
  • الزوج ارتكب ذنوباً وسيئات عظيمة، ونصحته فلم يجبها.
  • إذا كان الرجل يعاني من العقم وترغب في الإنجاب، فيمكنها الطلاق.
  • منع الرجل زوجته من رؤية أهلها.

وفي نهاية الحديث حول ما إذا كان يجوز للمطلقة أن تعيش مع طليقها، فقد وضع الله في كتابه العزيز ضوابط الطلاق بالتفصيل حتى نتمكن من الرجوع إليها في مثل هذه الحالات، وذلك كما يلي: عدم ارتكاب الأخطاء وتجنب الشبهات.

الأسئلة الشائعة

  • هل يجوز للرجل المطلق أن يتحدث مع طليقته من أجل العودة معًا؟

    وفي حالة الطلاق البائن لا يجوز الحديث بينهما، لأنهما أصبحا غرباء عن بعضهما البعض، ويجوز ذلك في حالة الطلاق الرجعي.

  • هل الطلاق يحتاج إلى نية؟