هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي؟ كيف أعرف إذا كنت لا أثق بنفسي؟ تتزايد الأحاديث حول الثقة بالنفس بشكل كبير في كل بيئة نعيش فيها. ولا تخلو مقالاتنا على صفحات التواصل الاجتماعي من ذلك. حتى كتبنا المفضلة يمكن أن تتحدث عن هذا. لكن مفهوم الثقة بالنفس قد يكون غامضاً في بعض الأحيان، فتابع معنا…

هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي؟

الثقة بالنفس عند الطفل الصغير تنبع من نظرة الأم والأب إليه، ثم تتطور وتتوسع حتى يرى الطفل نفسه في عيون كل من حوله ويستمد منهم قيمته الذاتية.

إلا أن الثقة بالنفس ليست خطاً واحداً، فهي تمر بمنحدرات خاصة بها وتتأثر بالعوامل الخارجية، فبعض التمارين والأنشطة يمكن أن تعيد الثقة بالنفس، أي أن العامل النفسي له دور كبير، ولكن عدم وجود الذات الثقة عامل مهم. وهو ليس مرضا نفسيا في حد ذاته.

على الرغم من أن الشخص الذي يعاني من بعض الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب الوسواس القهري وإيذاء النفس، قد يعاني من نقص الثقة بالنفس كأثر جانبي.

أثبتت الأبحاث أن 6% فقط من الثقة بالنفس هي سلوك فطري، بينما 94% عادة مكتسبة، فهل يمكن أن يكون هذا مرضا وكيف يمكن أن تؤثر الظروف البيئية عليه؟إذا كنت تعاني من نقص الثقة بالنفس، قد تكون في بيئة خاطئة أو أن الشخص الذي يتحكم في تفكيرك هو فكر سلبي.

عندما يهيمن التفكير السلبي على عقلك، فإن ذلك يتجلى بوضوح في سلوكك، وقلة حب الذات، وحتى عدم قبول الذات، ويتجلى في شكل المشاكل النفسية التالية:

1- لا تكره نفسك

لقد مررنا جميعًا بلحظة كنا نستنكر فيها أنفسنا ونكره طريقة تفاعلنا مع شيء ما، لكنها كانت موضة ثم تذكرناها وضحكنا عليها.

ومن ناحية أخرى، تتطور كراهية الذات إلى حد أن تصبح غاضبًا للغاية ولا تتقبل من أنت، أو حتى تستخف بما بداخلك من تصرفات أو أفكار، وهنا يجب عليك التدخل مع كل هذه المشاعر السلبية، والتعامل معها. ، ولا تدعهم يسيطرون عليك. .

من أكثر العلامات الواضحة لمشكلة كراهية الذات هو عدم القدرة على مسامحة نفسك حتى على أبسط الأخطاء، والحل لذلك هو تغيير حوارك الداخلي، أو الطريقة التي تتجادل بها مع نفسك، أو الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك.

ومن الضروري أيضًا تعليم المسامحة الذاتية، لأنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض لم يخطئ، والأخطاء هي دروس في طريق الحياة، فهنا يمكنك التوقف عن القراءة والكتابة على الورق. الأخطاء التي تقف حائلاً بينك وبين مسامحة نفسك.

ثم تكتب لماذا تصرفت بهذه الطريقة وهل كانت تجربتك كافية لتجنب هذا الخطأ، وإذا كنت مخطئًا في حق شخص ما، مثل الله نفسه الذي خلق السماوات والأرض، فلا ضرر من الاعتذار والمسامحة لنفسك. ويعطيك المغفرة المجانية.

يجب عليك أيضًا تنقية معتقداتك عن نفسك، لكن إذا كان والدك أو شريكك قد أعطاك صورة خاطئة، فاعرف نفسك جيدًا ولا تدع الآخرين يرسمون صورتك الذاتية.

2- الهوس بالكمال

الهوس بالكمال هو أوضح أعراض عدم الثقة بالنفس، فكل من يريد تحقيق الكمال يعيش مع فكرة أنه غير كاف دون هذا الكمال الذي يبهر الجميع.

مهما حقق من نجاحات فهي غير كافية له على الإطلاق، الحل هنا هو أن تضع توقعات مناسبة لنفسك، حدد أهدافك وابدأ بالسعي لتحقيقها وتذكر أنه لا يوجد مجال للكمال في هذا العالم.

هناك فرق كبير بين الفشل مرة واحدة والفشل، فما دمت تحاول تحقيق أهدافك فأنت ناجح، كذلك لتجنب هذه المشكلة عليك أن تتجاهل الأمور الثانوية غير المهمة.

3- عدم قبول المظهر

عندما نفتقر إلى الثقة بالنفس، يصبح هذا واضحا في الطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا وأجسادنا. أي شخص ليس لديه احترام لذاته يكره مظهره.

ومع ذلك، لتجنب هذه المشكلة، عليك أن تعلم أن كل واحد منا لديه جماله الداخلي الخاص به وتجنب مقارنة نفسك بالآخرين لأن الآخرين غالباً ما يفعلون نفس الشيء.

تعلم أن تعتني بنفسك وبصحتك ومظهرك، ليس لإبهار الناس، بل لأنك تستحق ذلك تمامًا، اعتني بملابسك وبشرتك، مارس الرياضة فهي تحسن صحتك وحالتك البدنية.

4- الشعور بعدم القيمة

رغم أن إجابة سؤال “هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي؟” هي لا، إلا أن من الأعراض التي تدل على أن الشخص يعاني من عدم الثقة بالنفس هو الشعور بعدم القيمة.

ننصحك بالقراءة

القيمة هي شعور داخلي يخلقه الإنسان لنفسه، فقد تشعر بأننا أقل قيمة من الآخرين أو أنهم أفضل منا بكثير، ولحل هذه المعضلة عليك أن تتوقف عن التفكير بأن الآخرين أفضل منك وأن تركز على نفسك . الإنجازات التي حققتها ومعرفة أنك لست أفضل من أحد ولا يوجد شخص آخر هو أفضل منك ولكن هناك شيء في كل واحد منا يجعله مختلفًا ويجعله شخصًا فريدًا.

تذكر أن الطريقة التي ترى بها نفسك سوف يراها الآخرون وأن الطريقة التي تعامل بها نفسك سوف تنعكس على كيفية معاملة الآخرين لك، غير نفسك وسيتغير عالمك الداخلي والعالم من حولك.

5- حساسية شديدة

إن فرط حساسيتك تجاه النقد الموجه إليك أو الغضب الشديد من النقد الموجه إليك هو مؤشر واضح على عدم قدرتك على تقبل نفسك وعدم ثقتك بنفسك.

وفي سياق طرح مسألة ما إذا كان عدم الثقة بالنفس مرضا نفسيا، ينبغي أن نتطرق أيضا إلى طريقة علاج فرط الحساسية، ففي أيامنا هذه يعتبر النقد جزءا من النكتة ورغم أن هذا غير مقبول إلا أن هذه هي طبيعة الإنسان. الوضع.

لذلك قبل الانفعال عليك أن تستمتع بما يقال وتقرر هل هذا النقد حقيقي أم مجرد انتقاد لشخص لا يعرف عنك شيئا، فإذا كان النقد لا يعنيك ولا يخصك فدافع عنه حافظ على هدوئك وتجنب التوتر غير العادل.

إذا كان النقد حقيقيا فلا بأس باستغلاله ولا تجعل هذا النقد يعيق تقدمك، واعلم أن كل الناس قد تعرضوا للانتقاد وحتى الأنبياء لم يقبلوا أن يؤمنوا. في شخص واحد فقط.

6- الشعور بالخوف والقلق

القلق والتوتر المستمر بينهما غالباً ما يكون له علاقة قوية بإحساسك بعدم القدرة على تغيير الواقع من حولك، وهذا الشعور بدوره ينبع من عدم الثقة بالنفس أو الاحترام.

عليك التمييز بين المخاوف الحقيقية وغير المبررة ومناقشتها، فإذا كنت تخشى المضي قدمًا في علاقة عاطفية، ففكر في الأسباب الحقيقية وراء ذلك وما إذا كان لها أساس في الواقع.

لا تهرب من مخاوفك ولا تتجاهلها واجهها بكل قوتك هناك خدعة يستخدمها علماء النفس تسمى هرم الخوف يجب أن تبدأ من الأصغر وتصل إلى الأكبر.

رغم أن إجابة سؤال ما إذا كان انعدام الثقة بالنفس مرضاً نفسياً هي لا، إلا أن هناك بعض المشاكل التي تمنعك من الاستمتاع بالحياة، ومنها الخوف الدائم.

7-الشعور بالغضب

كلنا نمر بلحظات من الغضب، لكن الغضب المكبوت يكون في أسوأ حالاته عندما تفكر بشكل سلبي فقط، عندما تظن أنك غير مهم وأن وجودك لا يختلف عن غيابك.

هذه الأفكار تسبب الألم في أعماق النفس وتجرح الأعصاب كالسكاكين، ومع استمرار الكبت تبدأ التوترات غير الضرورية في الظهور لأتفه الأسباب.

في حين أن الغضب أمر طبيعي، تعلم كيفية التعبير عنه بشكل صحيح. عبر عما بداخلك في نفس الوقت ولا تؤجله. إذا لم تنجح هذه الطريقة، حاول الابتعاد عما يثير غضبك والتعمق في الأمر. تنفس حتى تشعر بالسوء ويسترخي جسمك.

يحاول الإنسان الذي يفتقر إلى الثقة بالنفس تحمل مسؤوليات تفوق قدرته على تحملها، ثم يبدأ في النضال من أجل تحقيق كل هذه المسؤوليات، والنتيجة هي ألم الفشل، والغضب الشديد هو تعبير عن الكبت. لذا كن لطيفًا مع نفسك وكن صريحًا بشأن المسؤوليات التي قد تتحملها.

محاولة كسب الآخرين بأي وسيلة ضرورية

عندما يشعر الإنسان بانعدام الثقة بالنفس فإنه يحاول إرضاء جميع من حوله حتى يكسب نظرات الإعجاب، ومن هنا تبدأ دوامة التنازلات، فيتعرض الإنسان للاستغلال والمعاناة المعنوية.

لذلك، تعلم أن تقول لا منذ البداية ولا تحمل نفسك فوق طاقتك حتى ترضي الآخرين، وفي بعض الأحيان يجب أن تضع احتياجاتك الشخصية قبل احتياجات الآخرين.

لا تتخلى عن الحدود التي وضعتها للآخرين، فنظرتك بأنك غير جدير بالحب والدعم قد تجعلك تتقبل كلام بعض الناس، لكن لا ينبغي أن تتخلى عن حدودك حتى يتقبلك الآخرون، لأنك أنت يستحقها دون أن يستحقها. أي تعويض.

الإجابة على السؤال: هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي، بالطبع لا، ولكن هناك بعض المشاكل التي تخبرك بأنك تفتقد الثقة بالنفس وتحتاج إلى علاجها حتى تحصل على المزيد. وعلاقات أكثر صحة.