هل النجاة من علامات الساعة؟ ومن هو قائد الجيش الذي ستنسب إليه هذه المهمة تعتبر فلسطين من أهم الدول العربية الإسلامية في العالم أجمع، إضافة إلى أن لها مكانة دينية بين جميع الأديان السماوية، والتي عانت وما زالت تعاني من الاضطهاد الصهيوني والاحتلال.

وشهدت مؤخرا مواجهات عنيفة بين شعبها الفلسطيني وقوات الاحتلال الإسرائيلي. واحتلت قوات الاحتلال المسجد الأقصى، بالإضافة إلى شن هجوم قوي على قطاع غزة. من ناحية أخرى، أطلقت المقاومة الفلسطينية العديد من الصواريخ داخل إسرائيل.

هل ستتحرر فلسطين قبل ظهور المهدي؟

وبث كثير من الناس على وسائل التواصل الاجتماعي أن تحرير فلسطين هو أحد الوعود التي قطعها الله تعالى لعباده المسلمين.

وإلى جانب كونها أرض مواجهة بين المسلمين واليهود، فمن الجدير بالذكر أن كراهية اليهود للمسلمين استمرت لفترة طويلة وستستمر هذه الكراهية إلى يوم القيامة. ومن خلال السطور التالية يمكننا توضيح مسألة ما إذا كان تحرير فلسطين من علامات الساعة بأي تفصيل:

ولا بد من العلم أن فلسطين وعاصمتها القدس تحررت مرات عديدة على يد عمر بن الخطاب وعلي.

ومن الممكن أن يتم تحريرها مرة أخرى ثم احتلالها مرة أخرى، لكن رغم ذلك لا بد من معرفة أن لليهود نهاية حتمية وستكون في أيدي المسلمين.

وذلك فيما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى الحجر الذي يقول وراءه اليهودي: تعال يا مسلم، هذا يهودي خلفي فاقتله». وفي لفظ مسلم: “لا تقوم الساعة”. حتى تقاتلوا اليهود حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجارة والشجر فيقول للحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد.

وفي هذا الحديث يشير نبينا الكريم إلى شجرة الغرقد التي لن تنفع المسلمين، والجدير بالذكر أنه عندما علم اليهود بهذا الأمر وأنه سيكون نفعاً لهم على المسلمين في ذلك المعركة، بدأوا في زرعها على نطاق واسع منذ ذلك الوقت، لكنهم رغم كل جهودهم، إلا أن هذا لن يشكل فرقاً لأمر الله، وهو فعال لا محالة.

وبالتالي فإن الأمة الإسلامية يجب عليها بين تحرير فلسطين وقتال اليهود ونهايتهم الحتمية على أيدي المسلمين، معتبرا أن نهاية اليهود هي ما يعتبر من علامات الساعة، ولكن الله لم يذكر لنا ذلك. تاريخ أو مكان محدد لحدوث هذا الأمر، فمن الممكن أن يحدث بعد تحسن أحوال المسلمين في المجتمع. وقد كان كلامهم متحداً في الحق، ومن الممكن أيضاً أن يكون ذلك وقت نزول سيدنا عيسى عليه السلام.

كما أشار الشيخ ابن باز إلى هذه المسألة، حيث قال إن الذين يقاتلون في الفترة الزمنية التي نعيشها ليسوا في مستوى الدين الإسلامي الكامل، لأنهم يشملون المسلمين وغير المسلمين، بالإضافة إلى وجود الآثم والكافر .

أما المعارك التي أخبرنا عنها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فسيخوضها مسلمون متمسكون بالدين والشريعة الإسلامية الشريفة، وسينالون النصر من الله على اليهود في بما يتوافق مع تمسكهم بالدين الإسلامي.

كما أكد الدكتور عبد الغني هندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تهاجم الفلسطينيين منذ الأزل بالذخائر والأسلحة، ولذلك يجب على المسلمين مواجهتها عملاً بما قال الله تعالى في كتابه المقدس:

“الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرم قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه كما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين”.

كما أشار ابن عثيمين إلى أن أهل فلسطين ليسوا العرب كما يوصفون بأهلها، بل أهل أرض فلسطين هم المسلمون، لكن العرب حسب اعتقاده لن يستطيعوا أن ينجحوا في ذلك. استعادة أرض فلسطين كعرب، بل يمكنهم أن يفعلوا ذلك باسم الإسلام،

وذلك لقول الله تعالى في كتابه الكريم: “نعم الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين”.

ونتيجة لذلك فإن النصر الحقيقي للأراضي الفلسطينية لن يتحقق إلا من خلال الإسلام.

من هو الجيش الذي سيحرر فلسطين؟

وفيما يتعلق بحديثنا حول ما إذا كان تحرير فلسطين من علامات الساعة، لا بد أن نتوجه إلى الجيش الذي ستنسب إليه مهمة تحرير الأراضي الفلسطينية ونشر كلمة الإسلام، وذلك على النحو التالي:

وقد وردت أحاديث كثيرة تنص على هذا الأمر وتقول إن قائد الجيش الذي ستنسب إليه هذه المهمة هو المهدي، باعتبار نزول سيدنا عيسى إلى ما تبقى من جيش المهدي.

حيث جاء في صحيح مسلم أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “”لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، ثم عيسى ابن مريم”” فتنزل مريم فيقول أميرهم: تعالي صلي لنا، فيقول: لا». وفي نص آخر للحارث عن ابن أبي أسامة: «ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا».

ويمكن القول إن هذا الجيش خرج إلى الروم بعد خروج السفياني، والدليل على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

«يخرج رجل يقال له السفياني في جوف دمشق، فتتبعه أكثر الكلاب، فيقتل حتى يكسر بطون النساء، ويقتل الأطفال، فيجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع طلحة» ذنب، ويخرج رجل من أهلي بالحرة، فيخبر السفياني، فيرسل إليه جيشا من جنوده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا وصل اظلمت عليهم الأرض ولم ينج منهم إلا من أخبرهم والله أعلى عليم.

علامات يوم القيامة الكبرى والصغرى

وبعد أن انتهينا من حديثنا حول ما إذا كان تحرير فلسطين من علامات الساعة، لا بد أن ننتقل إلى العلامات المتعلقة بقدوم الساعة، والتي عمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- على توضيحها لها الأمة الإسلامية، وذلك على النحو التالي:

أولاً: أشراط الساعة الصغرى

هناك العديد من الآيات الصغرى المرتبطة بيوم القيامة، منها ما تحقق بالفعل في وقته، ومنها ما لم يأذن الله بحدوثه بعد، ومنها:

  • وتعتبر بعثة الرسول ووفاته أول علامات الساعة الصغرى، وذلك لقول الله تعالى في كتابه الكريم: “”ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله على كل شيء قديراً”” العليم بكل شيء.”
  • وفرة من المال. أخبرنا نبينا الكريم في العديد من الأحاديث النبوية أن الله يغني الناس بالمال، حيث ورد عن النبي: “”لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يحكم صاحب المال من” قبول صدقته.”
  • انتشار الفتن وترجع هذه العلامة إلى أسباب كثيرة، منها الهوى والفتنة، حيث ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تكون فتنة بين يدي الساعة كقطع الليل المظلم». ”
  • ظهور من يدعي النبوة، لأنه من علامات الساعة التي يدعي فيها كثير من الناس النبوة، ولم يتفق العلماء على عدد هؤلاء، لقول النبي: «لا تقوم الساعة حتى يقترب من ثلاثين كذابًا، من يزعم أنه رسول الله، وفي الحديث: «الباعث».
  • طلوع النار من الحجاز، ودليل هذه الآية قول نبينا الكريم: “لا تقوم الساعة حتى تطلع نار من أرض الحجاز تضيء أعناق إبل بصرى”.

الثانية: علامة الساعة الكبرى

هناك آيات كثيرة أشار إليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه النبوية، ومن أهم هذه الآيات:

  1. ظهور المهدي، وقد اختلف العلماء في هذه الآية هل ظهور المهدي من علامات الساعة، أصغرها أم أكبرها.
  2. ظهور المسيح الدجال. وتعتبر هذه العلامة من أخطر علامات الساعة. وذلك بسبب بقاء المسيح على الأرض أربعين يومًا. وسيكون همه الأكبر بينهم هو العمل على إغراء الناس، بالإضافة إلى جعلهم يشعرون أنه إلههم.
  3. نزول النبي عيسى عليه السلام لقول النبي: “”الذي بيده ابن مريم سينزل عليكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر”” الصليب، واقتلوا الخنزير، وألقوا كنزًا، وأفيقوا ثروة حتى لا يأخذها أحد، حتى يكون الإرهاق أفضل من العالم وكل ما فيه».

دعاء مكتوب لتحرير فلسطين

كثير من المسلمين يريدون دعم الشعب الفلسطيني بشكل فعال، لكنهم لا يستطيعون ذلك، وليس لديهم شيء سوى الدعاء لفلسطين وشعبها الكريم. ومن خلال حديثنا حول هل تحرير فلسطين من علامات الساعة يمكننا أن نشير إلى أهم هذه الأدعية وهي:

اللهم إنا نجعلك في حناجرهم ونعوذ بك من شرهم. اللهم مرسل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب. اهزمهم وانصرنا عليهم.

اللهم اكف أعدائك أعداء الدين، اللهم اصرف عنا كيدهم، وكف عقوبتهم، وأزل دولتهم، وانزع سلطانهم من أرضك، ولا تجعل لهم على أحد سبيلا عبادك المخلصين.

اللهم إني أسألك نصرة شعب فلسطين الذي نصرت به رسولك، وفرقت به بين الحق والباطل، حتى أقامت به دينك، وحققت به حجتك، يا ولي العهد. عليه ومن هو قادر عليه.

اللهم بقوتك، وسهولة نصرك، وحرصك على انتهاك حرماتك، وبحفظك للمستعينين بآياتك، نسألك يا الله يا سميعًا، يا قريبًا، يا مجيبًا، يا سريع، يا منتقم، يا عزيز، يا قاهر، يا شديد الظلم، يا عظيم الظلم، يا من لا يعجز عن قهر الطغاة ولا هو عظيم. وعليه تدمير الملوك والأمراء المتمردين، وجعل كيد اليهود والكفار في ذبحهم وخداعهم يعود إليهم ويحمي شعب فلسطين ويدعمه.

شاهد

وفي نهاية حديثنا حول ما إذا كان تحرير فلسطين من علامات الساعة، ينبغي أن نعلم أن الله قادر على أن يظلم الأرض بكل كافر لا يؤمن بالله ولا بالرسول غير المكتوب، بل يؤخرهم إلى يوم القيامة. يوم تتضح أبصارهم.

الأسئلة الشائعة

  • لماذا ليس لليهود وطن؟

    وبسبب عدم السماح لهم بالعيش في القدس، كان اليهود منتشرين في جميع أنحاء العالم حتى بداية القرن العشرين.

  • لماذا اختار اليهود فلسطين؟

    بسبب اعتقادهم أنها الأرض التي وعد الله بها نبيه يعقوب (إسرائيل).

  • هل ذكر اسم فلسطين في القرآن؟

    وقد وردت فلسطين كذلك في آية قال الله تعالى فيها: “يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا فتنقلبوا خاسرين”.