تختلف الطريقة المستخدمة في التعليم؛ ولضمان حصول جميع الطلاب على نفس المحتوى العلمي، اعتمادًا على فروقهم الفردية، يعتمد ذلك على اهتمام علماء النفس بتطبيق الاختبارات التي تساعدهم على فهم أفضل لكيفية تدريس وتوصيل المعلومات للطلاب.

نظريات التعلم واستراتيجيات التدريس

وتختلف استراتيجيات التدريس المستخدمة، حيث أن هناك عدة أنواع من نظريات التعلم التي يجب معرفتها لضمان نجاح عملية التعلم ومساعدة جميع الطلاب في الفصل الدراسي.

استراتيجيات التدريس هي التطبيق العملي لنظريات التعلم، التي يستخدمها المعلمون حتى يتمكنوا من نقل المعلومات إلى الطلاب، ويختلف ذلك باختلاف تلقي الطالب للمعلومات، لأن مجموعة معينة فقط من الاستراتيجيات هي التي يمكن أن تنجح معه دون غيره.

شاهد

أنواع نظريات التعلم

لقد قسم الفلاسفة نظريات التعلم إلى ثلاث نظريات حسب الاتجاه والطريقة، والتي يتم من خلالها معالجة عملية التعلم بشكل عام، بالإضافة إلى أن التطبيقات العملية لكل نظرية تختلف.

أولاً: نظريات التعلم السلوكي

وتعتبر من أولى النظريات التي وضعها العالم سكينر، وقد طبقت هذه النظرية في التعليم التقليدي لسنوات عديدة.

ولكن بطريقة مرتجلة، وبعد ظهور مبادئ النظرية السلوكية، أصبح من الضروري أن يطبق المعلم النظرية وفق بعض المبادئ والتطبيق العملي.

مفهوم النظرية السلوكية

  • ويشير إلى التعلم بطريقة خطية، حيث يعتقد أن التعلم يحدث نتيجة تعرض الطلاب لمحفزات تعليمية معينة. لإنتاج استجابات محددة مناسبة للتحفيز.
  • بالإضافة إلى ذلك، تعتمد هذه النظرية على مبدأ التعزيز، أو ما يعرف بالتغذية الراجعة، سواء كانت إيجابية أو سلبية. التعزيز هو رد الفعل الذي يتلقاه المتعلم نتيجة استجابته للمثيرات التعليمية المقدمة له.

تطبيقات النظرية السلوكية

1- نظرية التجربة والخطأ

يحدث التعلم من خلال عرض التحفيز عدة مرات؛ بحيث يتمكن المتعلم من التفاعل مع المثير وتكرار المحاولات غير الصحيحة حتى يحقق السلوك الصحيح، مع استخدام التغذية الراجعة التي من خلالها يتم ربط التعلم السابق بالخبرات الجديدة التي اكتسبها المتعلم.

2- نظرية التعلم الاجتماعي

وتؤكد هذه النظرية على أن التفاعل الاجتماعي يعتبر من الأمور المهمة التي تساعد على الحصول على التعلم وبناءه، لأن التعلم يتم في مدرسة السلوك وفقا لتفاعلات الفرد مع خبراته السابقة التي اكتسبها من البيئة.

3- نظرية الإشراط الكلاسيكي

ويعتبر العالم بافلوف مؤسس هذه النظرية التي تقوم على الجمع بين المثيرات والاستجابات النوعية، من خلال المثيرات المختلفة ونوع التعزيز الذي يعطى للطالب في هذه الحالة.

4- نظرية التكييف الفعال

وقد أسسها العالم سكينر لأنه يعتقد أن السلوك الذي يتكرر من خلال تعزيز السلوكيات الجيدة يرتبط بالشخص، بسبب التعزيز الذي يعطى للطالب بهدف أن يصبح هذا السلوك سلوكا دائما لديه، أو ما يسمى التكييف الإجرائي .

ثانياً: نظريات التعلم البنائية

يتم التعلم من خلال تجارب الفرد الداخلية الخاصة، فالتعلم البنائي ليس أكثر من قدرة المتعلم على بناء معرفته بنفسه؛ حسب الطريقة التي يراها مناسبة لقدراته وصفاته.

تطبيقات النظرية البنائية

وقدم مجموعة من التربويين تطبيقات متنوعة تعتمد على النظرية البنائية والتي بدورها تهدف إلى بناء التعلم وفق الخبرات والبيئة المحيطة، ومن أهم التطبيقات:

1- البناء بشكل فردي أو مستقل

وينص التطبيق على أن المهارات التي يبنيها الفرد لا تصل إلى شكلها المتكامل، كما أن المعلومات التي يتلقاها لا تصل إلى المستوى المعرفي.

2- التطور الهيكلي للفرد

تعتبر من الأمور الأساسية التي تؤثر على عملية التعلم، وتختلف كمية المعلومات التي يتلقاها الفرد حسب العمر والخبرة وكمية المعلومات وكيفية معالجتها.

3- المجتمع والبيئة

يؤثر المجتمع والبيئة المحيطة بالفرد على عملية التعلم بشكل كبير جداً، لأن الفرد يكتسب معلوماته نتيجة تفاعله المستمر مع البيئة، كما أنه يبني معلوماته من خلال ربط المعرفة السابقة بالمعرفة الحالية.

4- الأخطاء من شروط حدوث التعلم

يمر المتعلم بعدة تجارب غير صحيحة تساعده في الوصول إلى الخبرات الصحيحة، وهذا يأتي تحت مسمى التعلم بالتجربة والخطأ في النظرية السلوكية.

5- الاستدلال المنطقي

يرى هذا التطبيق المعلومات كاملة نتيجة استنباطها من خلال مفاهيم غامضة وملتبسة يعمل المتعلم على استنتاجها حتى يصل في النهاية إلى المعرفة شبه المتكاملة.

ثالثاً: نظريات التعلم المعرفية

تدور هذه النظرية حول طريقة الفرد في معالجة المعلومات، من خلال الخبرة المعلوماتية التي يمتلكها، وكيف يبني معرفة جديدة، مروراً ببعض المراحل والعمليات، وهي الانتباه والفهم وتلقي المعلومات ومعالجتها.

تطبيقات النظرية المعرفية

1- نظرية معالجة المعلومات

ويعتبر أحد أهم تطبيقات النظرية المعرفية، التي تنص على أن التعلم يتحقق عندما يتم جمع الكثير من المعلومات ومن ثم تنظيمها ومعالجتها بشكل مناسب، حتى نصل في النهاية إلى معلومات جديدة بمعارف أكثر فائدة من ذي قبل.

2- نظرية التعلم بالاكتشاف

يتم التعلم بالاكتشاف من خلال جهد الطالب الفردي، حتى يتلقى التعلم بالطريقة الأكثر ملاءمة له. كما يعد هذا التطبيق من أكثر الأنواع التي تثير حماسة الطلاب وكفاءتهم أثناء عملية التعلم.

3- نظرية الجشطالت

هذا التطبيق غير بديهي. وتقول إن التعلم يصبح أكثر فائدة عندما نكتسب المعلومات بشكل كامل ثم ندرسها جزئيا، وليس العكس. وهذا ما يسمى الحث.

أهمية نظريات التدريس المختلفة

  • مساعدة المعلم على توجيه إجراءاته التعليمية واستخدام الإستراتيجية التي تناسب قدراته مما يحقق أكبر فائدة للطلاب.
  • تساهم نظريات التدريس في مساعدة المعلم على معرفة جوانب عملية التدريس وتنظيمها وفق ما يتناسب مع الأهداف التعليمية.
  • مساعدة المعلم على تنظيم المنهج ومحاولة جعل المنهج مناسبًا لمعارف الطلاب وميولهم واتجاهاتهم.
  • العمل على مساعدة المعلم على التعرف على خصائص التعلم المتعلقة بعملية التدريس، حتى يتمكن من توجيه أهدافه وإجراءاته بما يخدم عملية التدريس في ظل نظام متكامل بين المعلم والطالب والمحتوى الذي يدرسه.
  • الاهتمام بنظم مبادئ التدريس.
  • العمل على تخطيط أساليب المعرفة وزيادة المعرفة في البحوث التربوية.
  • يساعد في إعداد وتأهيل وتدريب المعلمين.

وخلاصة القول، نظريات التعلم واستراتيجيات التدريس، يجب على جميع المسؤولين عن عملية التدريس في المراحل التعليمية المختلفة جمع المزيد من المعلومات حول نظريات التعلم والعمل على تطبيقها من خلال استراتيجيات التدريس.

الأسئلة الشائعة

  • ما هي نظرية جوثري؟

    تقوم هذه النظرية على الاقتران والارتباط، حيث يقترن المتعلم بالمثير ويستجيب دون أي وسيلة تعزيز، بل يتبع مبدأ الممارسة.

  • على ماذا تعتمد نظرية التحفيز؟

    ويقوم على وجود الدافع كمبدأ أساسي لدى الطالب، مع ضرورة التعزيز لزيادة التركيز على الهدف، مع تزويد الطالب بالدافع الذي يساعده على الاستمرار.