إن متابعة الآخرين والبحث عن شخص يتبعه هي سمة طبيعية لدينا جميعًا؛ بل هو سلوك واجب، وهو بمثابة منارة لمن تنير حياتهم، وقد بدأ المثال بإرسال الرسل والأخبار. فليتبعهم الناس ويرشدهم إلى طريق الحق والهدى، وينفذ رسالة الله إليهم.

يحتاج الطلاب إلى معرفة ما تعنيه القدوة؟ لأنهم في السن المناسب عندما يقلدون الآخرين؛ لبناء الشخصية، يجب على الآباء والمدارس أن يظهروا لهم نماذج جيدة يجب اتباعها قبل كل شيء. ويرشدونهم إلى الطريق الصحيح باستخدام أساليب تعليمية مختلفة.

عنصر

  • المقدمة: تعبير عن القدوة الصالحة.
  • معايير اختيار القدوة الصالحة.
  • أثر الاقتداء بالقدوة الحسنة.
  • أمثلة في القرآن الكريم عن القدوة الصالحة.
  • الخاتمة: تعبير عن القدوة الصالحة.

مقدمة الموضوع: التعبير عن القدوة الصالحة

قال تعالى: “والحسن كلمة ممن دعوا إلى الله وعملوا صالحا وقالوا أنا من المسلمين”.

معايير اختيار القدوة الصالحة

هناك عدد من الضوابط التي يجب اتباعها حتى تكتسب لقب القدوة الصالحة، بعضها ضوابط وضعها الشريعة والبعض الآخر وضعها المجتمع.

1- العلم النافع

القدوة الصالحة يجب أن تكون على دراية بجميع جوانب الحياة، ومتخصصة في مجال معين يريد المرء أن يكون فيه في القمة وقدوة للآخرين، ويجب أن تكون المعرفة دقيقة ومسلحة بكل أدواتها.

2- حسن السيرة والسلوك

أعظم تأثير على الآخرين هو الشخص الذي يتمتع بأخلاق جيدة ومسالم ولا يسعى للنفاق. بل هي تنبع من النفس، وتسعى إلى تقليد وتجسيد أخلاق الرسول، مما يساعد على نشر السلوك في المجتمع… فيحرص الناس على تقليده وتجسيد الأخلاق التي يتميز بها.

3- التأكد من مصدر المعلومات

كلما زاد علم الإنسان كلما زادت قدرته على الإنجاز. وعيه يتوسع ويستطيع التأثير على الآخرين ويعرف كيف يصل إليهم، لذلك عليك التأكد من صحة المعلومات التي تقدمها لهم.

إذا صدرت منك كلمة واحدة من غير قصد، انتقلت بين الناس؛ التسبب في المشاكل ونشر المعلومات الخاطئة، مما يؤثر على مجتمع بأكمله، ويجعله ينسى الكثير من المفاهيم الصحيحة ويستبدلها بما تم نقله.

4- الإيمان بالأفكار

لكي تكون قدوة جيدة عليك أن تؤمن بمعتقداتك الشخصية، وتتخذها منهجاً لك في الحياة، وأن تمتلك القدرة على الإقناع… حتى تتمكن من التأثير على الآخرين وإقناعهم بالأفكار التي تريدها، وأن تتمتع بالصفات الحميدة التي لا تتعارض مع الأفكار التي تتبناها.

5- التطبيق

ولا يمكن أن تكون هناك قدوة لا تنفذ ما تقوله أو تنصح الناس بفعله. لا تقتصر القدوة على امتلاك الأفكار أو المعرفة فقط، مهما كانت مفيدة؛ بل عليك أن تعمل بما تعلمته، فإنه لا يمكن أن يكون قدوة بدون تطبيق، قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟”

قد تنصح الآخرين بالصدق دون أن تكون صادقًا، فكيف يمكن لأي شخص أن يتخذك قدوة؟ بل أنت قدوة سيئة، فيفعل مثلك ويقلدك ويخلق لنفسه مبررات.. ولا ينبغي للقدوة أن تكون له شخصية متناقضة، وقد قال الحسن البصري عن هذا: “”عظ الناس بك”” بأفعالك ولا تعظهم بقولك “.

6- كن صادقاً

الإخلاص هدف… لا ينبغي أن يسعى إليه فقط من يريد أن يكون قدوة؛ بل يجب أن يكون هدفاً مجتمعياً وأن يكون إخلاص القدوة في العمل والعلم والكلام من أهم معايير القدوة الصالحة، وإذا لم يكن كذلك فإنه يؤدي إلى تشويه صورة الناس كافة.

7- حالة جيدة

هل رأيت قدوة صالحة تمتلك صفات سيئة أو غير طبيعية؟! بالطبع لا، فالقدوة يجب أن تقتدي برسول الله – صلى الله عليه وسلم.

ولا يمكن التشبه بشخصية ظالمة، تظهر عليها شخصية عدم الصلاح، وتتميز بسوء الأخلاق والصفات. قال تعالى: “”لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة”” (سورة الأحزاب: الآية 21). إذا أردت أن تكون أسوة حسنة فعليك أن تقلد شخصية الرسول.

8- كن حكيماً وصبوراً

وهناك العديد من الصفات التي يجب أن يتحلى بها القدوة الصالحة ويطبقها، ومن أبرزها: “الصبر، وطول الأناة، والعفو، والحكمة، والصدق، ومطابقة القول مع الفعل، والتجاوز”. قال تعالى: «وجعلنا من هؤلاء أئمة يهتدون بأمرنا لما صبروا واستمسكوا بآياتنا. والفريق” [ سورة السجدة: 24]

أثر الاقتداء بالقدوة الحسنة

  • إن تقليد من هو أفضل هو الفطرة التي خلق عليها الإنسان، ولذلك ركز الإسلام على إبراز صفاتها. لما لها من أهمية وأثر كبير على المجتمع.
  • تسهيل إقناع الآخرين بأن كل شخص قادر على تحقيق الأهداف؛ فلا تتجاوزوا قدرة الإنسان، فيكون مثالاً حياً لتحقيقها.
  • إثارة إعجاب الناس ومحاولة تقليدهم والارتقاء إلى مستويات الكمال الإنساني.
  • وهي دافع كبير للإنسان لتغيير نفسه، ومحاولة النظر إلى من هو أعلى منه، وليس إلى من هو أدنى منه.
  • التأثير في نفوس الناس وتغير أفعالهم وسلوكياتهم. عندما رأت في العارضة واقعاً بعيداً عن الخيال.
  • فهو يساعد على رفعة المسلمين ورفاههم.
  • تعزيز السلوك المجتمعي والتحلي بالأخلاق الحميدة والمبادئ السليمة.

أمثلة في القرآن الكريم عن القدوة الصالحة

وقد سمى الله تعالى لنا العديد من القدوات الصالحة، رجالاً ونساءً، وذكر صفاتهم وحثنا على الاقتداء بهم.

1- ذو القرنين

ويعتبر ذو القرنين من الشخصيات العظيمة المذكورة في القرآن الكريم. وقال الله تعالى فيه: “ولقد مكنا له في الأرض وجعلنا له من كل شيء سببا” (الآية 84). وقد أعطاه الله قوة وسلطانًا كثيرًا على الأرض.

وميز نفسه بكونه نموذجا عظيما في السلوك. بما كان عليه من صفات وأفعال قادته إلى الوصول إلى مكانة عظيمة، كان قدوة حسنة.. وما جعله قدوة مشرفة هو أنه لم يستغل نعمة الله له في الدنيا ويحصل على الترف .

بل سعى إلى تلبية احتياجات الناس. قال تعالى: “قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نعتبرك على أن تجعل بيننا وبينهم سدا” (الكهف: 94). فحمى منهم أهل الأرض، وأحسن إذ أجابهم، قال: قال الله عز وجل: «قال ما قوني به ربي فهو خير فأعينوني بقوة ثم أقدر عليه». فيجعل بينك وبينهم سدا». [ الكهف: 95]

2- سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم –

فالرسول -صلى الله عليه وسلم- هو القدوة الأعظم في هذا العالم. قال تعالى: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا”. [ الأحزاب: 21].

لقد كان خير مرشد ومعلم، يحمل كل الصفات الحميدة والأخلاق الحميدة. وقال تعالى: “وإنك لعلى خلق عظيم”. [ القلم: 4]

فنقتدي به في صفاته وأقواله وأفعاله، من خلال التأثر به.. لقد كان خير الناس لأهله وللناس، وكان معروفا بالصدق والنزاهة قبل رسالته، ورغم عدم الثقة به المشركون فيه، لا ينكرون عليه أخلاقه الطيبة، وكذلك يقلدونه في العمل والصدق..

3- زوجة فرعون

ولم يذكر لنا القرآن القدوة الصالحة إلا من الرجال؛ بل ضمت عدداً من النساء اللاتي كن خير الأمثلة في الصبر والتفاؤل، وكانت امرأة فرعون من أروع الأمثلة.

قال الله تعالى: “وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين” “. [ التحريم: 11]

وإلى جانب دورها الكبير في حياة سيدنا موسى عليه السلام، كانت ممرضة وحاضنة ومن أوائل الذين آمنوا برسالته السماوية، وتحملت التعذيب الشديد. ونتيجة لإيمانها..

ويجب على جميع النساء أن يضعوها نصب أعينهم دائمًا ويحاولوا تقليد صفاتها لإعلاء الدين وحماية معتقداتهم.

وخاتمة الموضوع تعبير عن القدوة الصالحة

القدوة الصالحة من أهم ما يجب أن تتضمنه المجتمعات، لأنها تفيد الإنسانية وترقي بها وتساهم في نهضة الأمم.. عليك أن تختار قدوتك جيداً؛ بحيث يشمل جميع الضوابط المفروضة، قال الله تعالى: “أولئك الذين هدى الله فاتبعوا هداه، قل لا أسألكم عليه أجرا، إن هذا إلا ذكرى للعالمين”. [ الأنعام: 90]

وفي ختام الموضوع، فإن التعبير عن القدوة الجيدة لا يمكن أن يكون المجتمع معًا إذا كان كل واحد منا يتبع أنظمته وسلوكياته. بل يجب علينا جميعًا أن يكون لدينا مثال نتبعه، والذي قد يكون أبًا أو معلمًا أو شخصية مشهورة.