إن مقدار زكاة الفطر للشخص الواحد من المبالغ التي يجب على المسلم معرفتها حتى يخرجها بشكل صحيح، وهذا من الفرائض التي يفرضها الله تعالى على المسلم لإتمام صيامه. وفيما يلي سنتعرف على مقدار زكاة الفطر الصحيح الذي يجب إخراجه عن كل شخص.

كمية الفطر للشخص الواحد

وقد ذكر الله تعالى في التنزيل القطعي في الآية 185 من سورة البقرة:
وهو شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وهو هدى للناس ودليل واضح على إيجاد الطريق وتمييزه. فمن بلغ منكم هذا الشهر فليصمه. فمن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. لتكملوا العدد وتحمدوا الله على ما هداكم. ربما سوف تكون شاكرا.“.
في نهاية شهر رمضان المبارك ينبغي على المسلم أن يشكر الله تعالى على هذا الشهر الفضيل، شهر الرحمة، وأيضا على تكفير الذنوب التي ارتكبها في هذا الشهر. وقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المسألة في إحدى رواياته: عبد الله بن عباس:

“زكاة الفطر واجبة على الصائم تطهيراً من اللغو والرفث، وإطعاماً للمساكين”. (صحيح).

أما مقدار الفطرة لكل شخص فيعبر عنه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي سعيد الخدري:

كنا نصدق الفطرة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل صغير وكبير، حر وغني، من صاعا من طعام، أو صاعا من محصول. صاعا من شعير، أو صاعا من تمر، أو صاعا من زبيب، ولم ينقطع. فأخرجناه حتى قدم علينا معاوية بن أبي سفيان حاجا. أو كان المعتمر يكلم الناس على المنبر فقال وهو يكلم الناس: أرى مدين من السم. وفي الشام شعرة واحدة تعدل تمرة. فقبله الشعب. فقال أبو سعيد: أما أنا فلا أزال أعطيه ما حييت كما كنت أعطيه» (صحيح).

فإذا أراد المسلم إخراج زكاة الفطر عن نفسه وعن أهله، فعليه أن يخرج صاعاً واحداً من الأرز أو القمح أو التمر عن كل شخص، وهو ما يعادل ثلاثة كيلوغرامات حسب ميزاننا الحالي. لم يعد لدينا الشعيبة كما كنا في السابق.

مقدار زكاة الفطر نقداً

وفي سياق تحديد مقدار زكاة الفطر للشخص الواحد، نرى أن هناك من علماء الدين يختلفون حول جواز إخراج زكاة الفطر نقداً. يتم التعبير عن هذه المشكلة على النحو التالي:

  • وعند الحنفية، تسهيلاً على المسلم وصاحب الزكاة، يمكن تقدير زكاة الفطر عن طريق حسابها نقداً، إذ من الممكن أن تكون هذه السلع كثيرة وتحصل على الزكاة. أما إذا نفدت أصول الدولة هذه فالأفضل لمن يعطي الزكاة أن يخرجها كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. أعطه السلام.
  • في المقابل، أكد الشافعية والمالكية والحنابلة على أن الزكاة لا يجوز إخراجها نقدا، وأنه لا يوجد نص ديني في كتاب الله ولا سنة النبي محمد. صل عليه وسلم.

ولذلك ينبغي للمسلم أن يفعل ما يراه صواباً من وجهة نظره، فالأمر قد يؤول إلى أي من الاتجاهين، ولا حرج في ذلك ما لم يرتكب صاحبه إثماً، أو يقع في غضب الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية: فبيسة بن معبد الاسدي:

“اقتربي يا فابيسا!” ثم اقتربت منه حتى مست ركبتي ركبته، فقال لي: يا فابيسا! هل أخبرك بما جئت لتسأل عنه؟ قلت: يا رسول الله! قل لي. قال: جئت تسأل عن الخير والإثم. قلت: نعم، فجمع أصابعه الثلاثة وبدأ يخز صدري ويقول: يا فابيسا! استشر قلبك، فإن الخير هو ما اطمأنت إليه النفس، وما اطمأن إليه القلب، وهو الإثم. “حتى لو أفتاك الناس، ولو أفتاك، فإن هناك حركة في القلب، وترددًا في الصدر”. (صحيح).

ولذلك فلا حرج على المؤمن أن يبحث في قلبه عن الطريق الصحيح لأداء فريضته.

لمن تعود زكاة الفطر؟

وقد ذكر الله تعالى في التنزيل القطعي في الآية 60 من سورة التوبة:
” إنما الصدقات من الله على الفقراء والمساكين والعاملين عليها والطمأنينة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين والحالين في سبيل الله والقطعين في الطريق ” “والله عليم حكيم”.
ولذلك، بعد معرفة مقدار زكاة الفطر للفرد بشيء من التفصيل، ينبغي أن نناقش جميع آثارها على النحو التالي:

1- مسلم فقير

الشخص الذي لا يملك المال الكافي لإعالة نفسه، حتى لو كان لديه مصدر دخل، فإن ذلك المصدر لا يكفي لنصف احتياجاته الأساسية.

ننصحك بالقراءة

2- الفقير

إنه الشخص الذي ليس لديه مال ولا حتى خبز يومي، لذلك يحاول متابعة أي وظيفة حيث يخاطر بحياته لكسب المال ويمكننا أن نشعر بذلك من كلام الله. يقول الله تعالى في الآية 79 من سورة الكهف:

3- الذين يعملون على التحصيل

وهم الذين يجمعونها ويدونونها ويحاولون الحفاظ عليها حتى تصل إلى أصحابها في أسرع وقت.

4- الذي ألف بين قلوبهم

وهم الذين نرجو أن يدخلوا في دين الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية سهل بن سعد السعدي:

لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه. قال: فبات الناس يتساءلون أيهم يعطيه، فأصبح الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلموا عليه كلهم ​​على الرجاء. فأعطاه فقال: علي بن أبي طالب أين هو؟ قالوا: تؤلمه عينه يا رسول الله، قال: أرسلوه فأتوني به، فلما قدم بصق فيه. عينيه ودعا له، فبرئ كأن لم يكن به داء، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، هل أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ الرسل حتى ينزلوا ساحاتهم ثم ادعوهم إلى الإسلام وأخبروهم بما ينبغي عليهم أن يفعلوا فإنه حق الله. والله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم». (صحيح).

5- العبيد والعبيد

وهم الذين دفعوا المال للرب لينالوا خلاصهم وخلاصهم منه، فكان تقديم الصدقات بهذه الطريقة من الأمور الضرورية في ذلك الوقت.

6-الغارمين

المدين هو الشخص الذي يعطي أي إيصال للشراء بالتقسيط، وقد صعبت عليه الظروف وأصبح الآن غير قادر على السداد.

7- الجهاد في سبيل الله

وفي القديم كانت الزكاة تصرف لتجهيز الصحابة للحرب، فجعل الله عز وجل الجهاد من أدوات الزكاة.

8- ابن السبيل

وهو الذي يسافر ويبتعد عن بلده ويشق عليه ذلك، ولكنه يريد تحقيق أي عمل خيري، وفي هذه الحالة يحتاج إلى الزكاة.
ولا ينبغي للمسلم أن ينسى أن المال مال الله لأنه رزق الله عز وجل، وأنه هو الذي يجب عليه إخراج هذه الزكاة حتى يطهره الله من الذنوب والإسراف بقية حياته.