وتكمن أهمية معرفة مدة رضاعة الطفل حديث الولادة في أن تغذية الطفل تعتبر التزاماً في وقته على الأم، حتى لا يعاني الطفل من أي مضاعفات أو أمراض خلال هذه الفترة. وبهذا سنتطرق بالتفصيل إلى كل ما يتعلق بتغذية المولود الجديد، حيث أن نموه سيتأثر كثيراً لاحقاً.

مدة الرضاعة الطبيعية للأطفال حديثي الولادة

فنرى أن الرضاعة الطبيعية في الفترة الأولى من الولادة تستغرق ما بين عشرين دقيقة إلى 45 دقيقة، وهذا ليس مستغرباً إذا علمنا أن أنشطة وحركات الأطفال حديثي الولادة تكون بطيئة، وكذلك لا ينبغي للأم أن ترضع من كلا الثديين. ولكن من واحد منهم. فقط.

بالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي للمرء أن يتوقف عن الرضاعة الطبيعية حتى ينام أو يريد التوقف عن شرب الحليب، فمن المعروف أن الأطفال حديثي الولادة يقضون وقتاً طويلاً في النوم، لذلك وجدنا أن مدة الرضاعة الطبيعية للأطفال حديثي الولادة تختلف باختلاف حالة الطفل. وخاصة عمر الطفل بعد الولادة.

مع تقدم الطفل في السن، قد يحتاج إلى المزيد من الحليب، وبما أن الطفل لا يرضع نفس الكمية كل يوم، فإن الرضاعة الواحدة لا تدوم طويلاً، لذلك يجب أن تكون الأم واعية. لا يتوجب على الطفل الالتزام بأوقات معينة للتغذية فحسب، بل يجب عليه أيضاً أن يكون لديه سلوكيات تظهر جوعه.

ومن الجدير بالذكر أن ثدي الأم يدر كمية قليلة من الحليب لمدة يومين بعد الولادة، وهو شفاف وقد يميل لونه إلى الأصفر نظراً لاحتوائه على كميات قليلة من البروتين والدهون والفيتامينات، بالإضافة إلى المضادات الحيوية. . خلال هذه الفترة سوف يحمي الطفل من كافة أنواع العدوى أو البكتيريا، ويسمى حليب الثدي خلال هذه الفترة باللبأ.

ولذلك بما أن حليب اللبأ سهل الامتصاص ولا يسبب أي مشاكل في الهضم، فإن الطفل يتبول مرة أو مرتين خلال هذه الفترة، بل على العكس فهو غذاء مثالي للطفل حديث الولادة.

من الممكن تخزين حليب الثدي في أوعية معقمة مخصصة لهذا الغرض ومن ثم حفظه في الثلاجة لمدة ثلاثة أيام، وإذا لزم الأمر يمكن تخزينه في الفريزر لفترة أطول. يحتاج الطفل حديث الولادة إلى عدد معين من الرضعات، تتراوح بين 8 إلى 12 رضعة في اليوم، أي ما يعادل رضعة كل ساعتين.

تنظيم الرضاعة الطبيعية بعد الولادة

الأمور لا تحدث بشكل عشوائي عند الأطفال، وخاصة الأطفال حديثي الولادة يحتاجون إلى تنظيم في كل جانب، وخاصة التغذية، ومعرفة مدة الرضاعة الطبيعية عند الأطفال حديثي الولادة هو الجزء الأهم في هذا الأمر، وآلية تنظيم ذلك تسير بترتيب معين. الإيقاع التالي:

  • يجب البدء بالرضاعة الطبيعية مباشرة بعد الولادة لأن ذلك يؤثر بشكل كبير على كمية حليب الثدي فيما بعد.
  • التغذية الأولى للطفل توازن مستوى السكر في الدم.
  • تستغرق إرضاع الطفل في اليومين الأولين بعد الولادة حوالي ثلث إلى نصف ساعة، وهذا يرتبط بحديثنا عن مدة الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة.
  • الفاصل الزمني بين كل رضعة لا يتجاوز 3 ساعات.
  • يتم تحديد مدة الرضاعة الواحدة من خلال قدرة الطفل على مص الحلمة، لذلك من المهم أن تدرك الأم أن فم الطفل حساس للغاية لجميع أنواع المحفزات.
  • ومع مرور الأيام التي تلي الولادة، يبدأ لون الحليب بالتحول إلى اللون الأبيض ويصبح أيضًا أكثر كثافة من ذي قبل، ومليئًا بالدهون والسعرات الحرارية واللاكتوز.
  • في الأيام الأولى بعد الولادة، نرى أن الطفل يرضع باستمرار من 8 إلى 12 مرة في اليوم.
  • مع نمو الطفل، تقل عدد مرات الرضاعة الطبيعية، كما تقل مدة الرضاعة الطبيعية للأطفال حديثي الولادة. في عمر 6 أشهر، يبدأ بتناول الأطعمة الملونة الأخرى.

ومن الجدير بالذكر هنا كيفية معرفة ما إذا كان الطفل يحصل على كفايته من الحليب، لأن ذلك يتحدد من خلال:

  • في الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة، يخرج الطفل من 3 إلى 4 مرات براز سائل، الأمر الذي يتطلب من الطفل أن يمرر حوالي 6 حفاضات.
  • يزداد وزن الطفل خلال فترة 10-14 يومًا.
  • أهم علامة على هدوء الطفل بعد الرضاعة هو رضاه عن الحليب.

فوائد الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة

إن حليب الثدي هو الغذاء الأساسي للطفل منذ لحظة ولادته، وقد منح الله الأم هذه الفوائد التي لا تعد ولا تحصى والتي ستقدمها حتى يكتمل نمو الطفل، وهي أهم فترة في حياته. ولذلك فإن فوائد الرضاعة الطبيعية للأطفال حديثي الولادة هي:

ننصحك بالقراءة

  • لقد وجدنا أن الأطفال الذين تلقوا رضاعة طبيعية كافية كانوا أقل عرضة للإصابة بمتلازمة موت المهد المفاجئ.
  • كما تقل أيضًا مشاكل الجهاز التنفسي التي قد يعاني منها الأطفال دون سن 3 سنوات نتيجة الرضاعة الطبيعية.
  • ومن المهم معرفة مدة الرضاعة الطبيعية للأطفال حديثي الولادة لأنها من شأنها الوقاية من الإصابة بمتلازمة اكتئاب ما بعد الولادة لدى الأم.
  • الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من التعرض للبكتيريا الضارة وجميع أنواع الالتهابات: التهاب المعدة، والتهاب الأمعاء، والتهاب الصدر، والتهاب الأذن.
  • تساعد الرضاعة الطبيعية على انقباض الرحم وتقلل من فرصة النزيف.
  • كما أنه يساعد على زيادة التواصل بين الأم وطفلها من خلال التواصل البصري والشعور بالأمان والثقة.
  • ومن خلال الاستفادة من الأنسجة الدهنية في جسم الأم، يُسمح للأم بالعودة إلى وزنها الطبيعي قبل الحمل.
  • ووجدنا أن الرضاعة الطبيعية تقلل من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض في المستقبل.
  • الرضاعة الطبيعية تمنح الطفل مناعة وقائية وتقوي عمل جهاز المناعة.
  • يمكن اعتباره وسيلة فعالة لمنع الحمل لأنه يوقف التبويض ونزيف الدورة الشهرية.
  • الرضاعة الطبيعية تجعل الطفل أكثر ذكاءً وتساهم في نمو الدماغ على المدى الطويل.
  • يقلل من فرص إصابة الأم بالسمنة لاحقاً والأمراض المرتبطة بالسمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.

نصائح لتغذية الطفل حديث الولادة

وغني عن القول أنه خلال فترة الحمل، وخاصة خلال الحمل الأول، ترغب الأمهات في معرفة كل شيء عن الطفل عند ولادته، وذلك لأهمية العناية الجيدة بالطفل وتغذيته بشكل صحيح، لذلك بعد ملاحظة مدة الرضاعة الطبيعية للمولود الجديد ، ونقدم بعض النصائح حول الموضوع في النقاط التالية:

  • ولا يجب التخلي عن الرضاعة الطبيعية إلا في حالات استثنائية مثل مرض الأم أو عدم القدرة على الرضاعة الطبيعية ويمكن هنا استخدام الحليب الصناعي ولا يجوز استخدام هذا الغذاء إلا في الفترة الأولى بعد الولادة.
  • يجب على الأم التأكد من قدرة الطفل حديث الولادة على الرضاعة أو رغبته في الرضاعة، ويمكن فهم ذلك من بعض الحركات التي يقوم بها الطفل، كمص إبهامه، أو تحريك يديه نحو فمه، أو لعق شفتيه، فكل هذه العلامات تدل على الرغبة في الرضاعة الطبيعية.
  • إذا بكى الطفل عندما يريد الرضاعة، فهذا مؤشر على أنه يعبر عن ذلك لاحقاً، لذا على الأم أن تسرع قبل إرضاع طفلها.
  • قد تظهر على الطفل بعض العلامات التي تدل على انتهاء حاجته للرضاعة، فيبتعد عن الحلمة أو يغلق فمه، ويجب على الأم التأكد من تجشؤ طفلها والانتظار دقيقة حتى تتأكد من الوضع.
  • وبما أنه من المعروف أن فيتامين د مهم في بناء العضلات، فلا يجب أن تهملي نسبة فيتامين د التي يجب أن تتواجد في حليب الثدي حتى يستفيد منه الطفل.
  • بالإضافة إلى كمية الرضاعة، يجب على الأم أيضًا الاهتمام ببعض الأمور مثل زيادة وزن الطفل، وهدوء الطفل بين كل وجبة رضاعة، وقدرته على استخدام الحفاضات والتبرز ثلاث مرات أو أكثر يوميًا تقريبًا، كما يجب على الأم يجب أيضا أن تأخذ هذا في الاعتبار. مراعاة انتظام وجبات الطفل.
  • من الأمور المهمة جداً التي لا يجب إغفالها هي إرساء الثقة والأمان بين الأم وطفلها، ويجب على الأم أن تراعي شعور طفلها حديث الولادة بالراحة خلال كل فترة رضاعة.
  • قد يشعر الطفل بالجوع طوال الليل، لذا يجب على الأم الانتباه لهذا الأمر والاستيقاظ ليلاً لإطعامه.
  • ومن الضروري أن تستشير الأم الطبيب قبل تناول أي دواء أثناء الرضاعة، حتى يتمكن من تحديد مدى صلاحيته للاستهلاك.
  • يمكن استخدام وسادتين لدعم الطفل لضمان بقاء الأم هادئة ومرتاحة أثناء الرضاعة الطبيعية.
  • التأكد من أن رأس الطفل وصدره في وضعية مسطحة على صدر الأم، ويجب على الأم تغيير الثديين مع كل رضعة.
  • إذا كان الطفل يتقيأ بشكل متكرر بعد كل رضعة، فيجب على الأم استشارة الطبيب للتأكد من أنها لا تعاني من حساسية الحليب.
  • يجب على الأم الابتعاد عن بيئات التدخين، وإذا كانت مدخنة فعليها الإقلاع عنها نهائياً.
  • يمكن للأم الاستمرار في تناول المكملات الغذائية التي تناولتها خلال فترة الحمل.
  • ويجب العلم أن 90% من حليب الثدي يتكون من الماء، لذا تحتاج الأم إلى شرب كمية كافية من الماء لتحفيز إنتاج الحليب.
  • يجب على الأم الابتعاد عن الكحول أثناء الرضاعة الطبيعية لمنع انتقال الكحول إلى الطفل.
  • ويجب الأخذ في الاعتبار أن الأم تستهلك كافة العناصر الصحية اللازمة في نظامها الغذائي لصالح طفلها.

وأوصت وزارة الصحة الأم بضرورة إرضاع طفلها رضاعة طبيعية كاملة دون أي أطعمة أو إضافات مائية أخرى حتى يبلغ عمره ستة أشهر، وبعد ستة أشهر يجب إضافة الماء وبعض الأطعمة الإضافية إلى نظامه الغذائي لضمان التغذية. يلبي جميع الاحتياجات الغذائية اللازمة لنمو صحي.

التغيرات التي تحدث في جسم الأم أثناء الرضاعة الطبيعية

كل حمل أو ولادة أو غير ذلك في المرأة. تحدث بعض التغيرات الهرمونية أثناء الرضاعة الطبيعية، ونلاحظ أنه أثناء الرضاعة الطبيعية يفرز جسم الأم هرمون الأوكسيتوسين المسؤول عن:

  • يعود الرحم إلى شكله الطبيعي.
  • حماية الأم من النزيف الزائد بعد الولادة.

ولذلك قد تشعر الأم ببعض الانقباضات في الرحم أثناء إرضاع المولود، ولكن هناك تغيرات أخرى أيضاً:

  • الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة مهمة في تحفيز هرمون البرولاكتين الذي يشارك في إنتاج الحليب.
  • قد تشعر الأم ببعض الألم في ثدييها أثناء الرضاعة، وهذا ليس مفاجئاً لأن الجسم يبدأ بالتأقلم مع الوضع الجديد.
  • أثناء الرضاعة الطبيعية، قد تتعرض الأم لانسداد في قنوات الحليب، وفي هذه الحالة يجب عليها استشارة الطبيب بالتأكيد.
  • يفضل أن لا تستخدم الأم حمالة الصدر أثناء الرضاعة، لأنها تزيد من الشعور بالألم في الثديين.
  • في بعض الأحيان قد تشعر الأم بتورم في ثدييها، لكن هذا يختفي تدريجياً مع الرضاعة الطبيعية.
  • امتلاء الثدي هو حالة طبيعية تعاني منها الأم أثناء الرضاعة الطبيعية وتحدث في الأيام الأولى بعد الولادة مباشرة.
  • الاحتقان هو حالة طبية تحدث عندما يكون هناك خلل بين كمية الحليب المنتج في جسم الأم وكمية الحليب الذي يرضعه الطفل، ويمكن للأم علاج المشكلة عن طريق زيادة جرعة الكمادة الباردة والرضاعة، كما يمكن يمكن تغذية الحليب مع حليب الثدي. إذا استمر الانسداد، يجب ضخه.

المشاكل التي تواجه الأم أثناء الرضاعة الطبيعية

قد تجد الأم الجديدة أن بعض الأمور تعيق الرضاعة الطبيعية، ولكن من خلال التجارب السابقة وجدت الأمهات أن هناك بعض الأمور الشائعة التي تحدث أثناء الرضاعة الطبيعية والتي يمكن أن تسبب رفض الرضاعة الطبيعية:

  • تشعر الأم بألم في الصدر.
  • حاجة الطفل للرضاعة أكثر من مرة، بما لا يتناسب مع إنتاج حليب الأم.
  • لا يريد الطفل أن يأخذ الحلمة ويلتصق بها بفمه.
  • وجود اضطراب في تدفق الحليب من الثدي سواء زاد أو نقص.
  • عدم قدرة الطفل على تنظيم تدفق الحليب من تلقاء نفسه يسبب له الانتفاخ بسبب التدفق السريع لحليب الثدي.
  • بعد كل رضعة يتقيأ الطفل مما يسبب قلق الأم.
  • انسداد قنوات الحليب.
  • يعاني الطفل من صعوبة في المص.
  • قد ينام الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية.
  • يمتلئ الثدي بالحليب ويصاحب ذلك انتفاخ أنسجة الثدي مما يؤدي إلى تعظمه.
  • تصبح الحلمة ملتهبة أو معرضة لبعض الفطريات والشقوق.

ويجب على الأم أن تستقبل طفلها على أتم الاستعداد لتوفر له الظروف اللازمة لنموه السليم، حتى لا يتعرض لأي إزعاج منذ فترة الرضاعة فصاعداً.