لماذا بنيت الكعبة في مكة؟ وما الحكمة في بناء هذا؟ لأسباب مختلفة، أمر الله تعالى نبينا إبراهيم (عليه السلام) ببناء الكعبة في مكة، دون غيرها من الأماكن، كأول بيت يعبده فيه المسلمون، فلماذا بنيت الكعبة في مكة؟ وهذا ما سنتعلمه اليوم

لماذا بنيت الكعبة في مكة؟

الكعبة المشرفة هي أول بيت أنشأه الله تعالى لعبادته؛ حيث قامت العديد من الشعوب والأمم القديمة ببناء بيوت مختلفة لعبادة أصنامهم وتماثيلهم.

وهذا كما أمر الله عز وجل(وأول بيت وضع للناس هو البيت بمكة، وهو هدى وبركة للعالمين.) [آل عمران، 96]كما أن الكعبة هي قبلة الصلاة للمسلمين، ويطوف الناس حولها لأداء فريضة الحج، وهي من فرائض الإسلام.

ومن أجل هداية الناس إلى الحق وعبادته وحده لا شريك له، أمر الله تعالى سيدنا إبراهيم (عليه السلام) ببناء هذا البناء واختار موقعه بمكة، وهو دون غيره من الأماكن. وخطر في باله ذات يوم: لماذا بنيت الكعبة في مكة؟

وفي الحقيقة لقد تعددت التفسيرات حول أسباب بناء الكعبة في مكة، ونتيجة للدراسات العلمية فقد تأكد ما سنسرده لكم على النحو التالي:

  • بنيت الكعبة في مدينة مكة لأنها كانت مركز العالم، وعندما صنع جهاز تحديد القبلة تحقق ذلك بالفعل، والجدير بالذكر أنها كانت من الجزء الجاف.
  • تتمتع مدينة مكة بموقع جغرافي رائع حيث أنها تربط قارات العالم السبع.
  • وتقع مدينة مكة في الوسط، أي أنها ليست شمالية ولا جنوبية، ولهذا بنيت الكعبة هناك.
  • ويقال أيضًا أن بمكة حجر هاجر، وهو حجر من السماء.
  • وفي مكة ماء زمزم يقال أنه متصل بالجنة.

مراحل بناء الكعبة المشرفة

وبعد أن تعرفنا على إجابة سؤال لماذا بنيت الكعبة في مكة، سنتناول الموضوع بمزيد من التفصيل من خلال الحديث عن قصة بناء الكعبة.

إن الكعبة المشرفة هي بيت الله الحرام وهي من أنظف بقاع الأرض، وقد حفظها الله على مر الزمن من أيادي العبث التي أرادت تدميرها مرات عديدة. وسنشرح ذلك في السطور التالية: دعنا نسرد لك مراحل البناء والتجارب:

1- بناء الملائكة للكعبة

عندما بعث الله تعالى سيدنا آدم (عليه السلام) كانت الكعبة والمسجد الحرام موجودين في الأرض؛ بينما كانت هذه المنطقة يومئذ تبدو قاحلة، وليس فيها إلا بيت الله تعالى. كان يحميها.

وكان الاعتقاد السائد حول بناء الكعبة في ذلك الوقت هو أن الله تعالى أرسل ملائكة لبناء هذا البناء الرائع والكبير ورفع جميع أساساته على كوكب الأرض.

لدرجة أن الكعبة تمثل تاريخاً عظيماً لا يمكن تجاهله بأي شكل من الأشكال، فعندما جاء نبينا آدم (عليه السلام) بدت له الحياة صعبة جداً في البداية.

إلا أنه بعد التكيف عمل على إعادة بناء الكعبة المشرفة، إلا أنها لم تتمكن من إنقاذها من عبث الأيدي حيث تعرضت لأضرار بالغة، ولكن حدث ذلك بأمر الله تعالى.

2- انهيار الكعبة بسبب الفيضانات

ولما امتلأت الأرض بالكثير من الناس، وتوفي سيدنا آدم عليه السلام، وجاء سيدنا نوح عليه السلام يدعو قومه إلى عبادة الله تعالى، حاولوا وحاولوا أن يرفضوا دعوته. لمهاجمته.

فأمر الله عز وجل نبينا نوح (عليه السلام) أن يبني سفينة وكانت الأرض جدباء، وأمره أن يأخذ من كل زوجين اثنين، ثم شق الأرض ليخرج الماء. ويتسبب في حدوث الفيضانات.

وفيما بعد دمرت المياه كل شيء على وجه الأرض، حتى الكعبة لم تستطع النجاة من ذلك الطوفان العظيم وكانت بحاجة إلى إصلاحات حتى مجيء نبينا إبراهيم (عليه السلام).

3- نبينا إبراهيم -عليه السلام- يعيد بناء الكعبة

وقد جاء نبينا إبراهيم (ع) بعد سنوات عديدة، بعد أن ترك زوجته وابنه إسماعيل (عليه السلام) في الصحراء، ليأمر الله تعالى بإعادة بناء الكعبة.

عندما اضطر نبينا إبراهيم إلى ترك حاضر هانم وإسماعيل عليه السلام في الصحراء، دعا الله أن يجعل هذا البلد مكانًا آمنًا لهما، فاستجاب له ربه وأنزل الماء. أرجل الآنسة هاجر.

وأصبح ذلك الماء ماء زمزم الذي حماهم من الموت لأنهم كانوا في أرض قاحلة، وبعد ذلك عاد نبينا إبراهيم إلى هذه البلاد ليستقر هناك ويبني الكعبة.

فرفعوا أعمدته دون كسل وبنوها بالحجر الأسود، وهذا ما جاء في حديث الله عز وجل:ولما رفع إبراهيم أساسات البيت وإسماعيل قال ربنا تقبله منا إنك أنت السميع العليم.) [سورة البقرة، 127].

ننصحك بالقراءة

4- أهل مكة والاستهتار بالكعبة

وبقيت الكعبة قائمة بعد أن بناها سيدنا إبراهيم وإسماعيل -عليه السلام- وتوافد الكثير من الناس من مختلف أنحاء العالم لزيارتها والطواف حولها، وحينها ظهر دين إبراهيم الصحيح. الانتشار.

ومع ذلك، وعلى الرغم من أن المكيين ذهبوا للطواف حول الكعبة، إلا أنهم استمروا في عبادة الأصنام، وكانت قبلتهم في ذلك الوقت قبلة لاتي والعزى، وليس من خلقهم. أحمد الله – العلي العظيم.

واستغل المكيون فرصة الطواف حول الكعبة وتجرأوا على تدنيسها، رغم أن الله – بإذن الله – أمر ببنائها لتبقى نظيفة إلى الأبد.

5- حاول أبرهي الحبيشي هدم الكعبة

استكمالاً لموضوعنا الذي يقدم لكم إجابة سؤال لماذا بنيت الكعبة في مكة، من المفيد أن نذكر مبادرة أبرهي الحبيشي، إحدى الكوارث الشهيرة التي تعرضت لها الكعبة. لتدميرها.

جاء أبرهي، أحد أعداء الدين، على فيل عملاق يريد هدم الكعبة، لكن الله عز وجل أحبط خطته بإلقاء حجارة تحتوي على نار عليه وعلى أصحابه لهدمهم.

وهكذا ظلت الكعبة بأمر الله صامدة في وجه المهاجمين، ولم يتغير مكانها والمسجد الحرام ولم يتغير أو يتحرك. لأن الله تعالى حفظه من كل الأعداء الذين أرادوا أذيته.

6- الكعبة الحديثة

وبقيت الكعبة في مكانها، حيث زادت أهميتها وتوافد المسلمون من كل أنحاء العالم، وظلت محفوظة حتى حكمت السعودية البلاد وغيرت اسمها من مكة إلى المملكة العربية السعودية.

وحاول آل سعود حماية الكعبة قدر الإمكان، فوسعوا طرقاتها وألبسوها ثوبا أسود جميلا مكتوب عليه آيات قرآنية بالذهب والفضة.

بيان بخصوص كسوة الكعبة

وفي سياق تقديم إجابة لك عن سؤال لماذا بنيت الكعبة في مكة، من المفيد أن أقدم لك بعض المعلومات عن الغطاء المشرف للكعبة والذي يعرف اليوم باللون الأسود.

وفي الواقع، في العصور القديمة كانت الكعبة مكسوة بألوان عديدة مثل الأبيض والأسود والأخضر والأصفر حتى جاء ناصر العباسي، ووضع أولا غطاء أخضر ثم أسود فوق الكعبة. وقد استمر هذا حتى الآن.

أما الأقمشة التي صنعت منها أثواب الكعبة، فمنذ القدم في عهد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، كانت أثواب الكعبة تصنع في بلدان أخرى مثل مصر والعراق وترسل إلى مكة.

وقيل إن الكعبة مغطاة بالفساييل، وهو ثوب يمني، وأقمشة فاخرة تعرف بالبرد والهبرة، بالإضافة إلى العنتابة. ثوب يمني مصنوع من الدم والبراعم.

وهناك امرأة اسمها نتيلا من بني عامر وضعت ثوبا من الحرير فوق الكعبة، كما زينت الكعبة بأثواب البروكار والأقمشة النمارق والمخمل الأخضر والأصفر وغيرها من مصر. وهناك شائعات أخرى أنه تم تغطيتها.

آيات القرآن المكتوبة على غلاف الكعبة مكتوبة بالذهب والفضة، ومن الجدير بالذكر أن هذا الغطاء يتغير كل عام في التاسع من ذي الحجة، أي يوم عرفة. .

الحكمة من بناء الكعبة

وبالإضافة إلى سبب بناء الكعبة في مكة، فقد برز أيضاً سؤال ما حكم بنائها، وسنلخص لك إجابة هذا السؤال في السطور التالية:

  • أمر الله ببناء الكعبة لتكون مكانًا يجتمع فيه الناس ويشعرون بالأمان.
  • الكعبة هي قبلة عبادة المسلمين.
  • الكعبة هي المكان الذي تؤدى فيه صلاة الحج والعمرة.

لقد اختار الله تعالى مدينة مكة المكرمة لبناء الكعبة المشرفة، وذلك لاحتوائها على ماء زمزم، وكذلك حجر الحجر أحد أحجار الجنة، ولأنها تقع جغرافيًا في المنتصف.