لماذا اهتز عرش الرحمن لمقتل سعد بن معاذ؟ من هو سعد بن معاذ؟ إن جيل الصحابة هو أفضل جيل يُقتدى به، لأنهم كانوا حقاً أناساً صادقين في عهد الله. وكان منهم الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه. لقد كان جيلاً مثالياً. وكان ظهور الدين وشدة الاقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم سببا في موته زلزل العرش. وسنتعرف من خلاله على الرحمن والصحابة أكثر.. .

لماذا اهتز عرش الرحمن لمقتل سعد بن معاذ؟

الصحابي سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس أبو عمر الأوسي الأنصاري -رضي الله عنه- كان مجاهدًا عظيمًا في سبيل الله، ومن أشرف سادة نبيه. وحمل رايتهم يوم بدر. استشهد بعد غزوة الخندق -رضي الله عنه-، ووصف بأنه من المباركين. الله يعطيهم قوة قوية. لكونه من أطول الصحابة وأقوىهم.

وقد لقبه نبينا صلى الله عليه وسلم بسيد الأنصار لعظم مكانته في قومه، كما أنه من أعظم الصحابة وأكثرهم تأثيرا، واختار -رضي الله عنه- الإسلام. معه – في الفترة ما بين بيعة العقبة الأولى والثانية، وكان إسلامه سبباً في إسلام قومه بني عبد الأشعل، وكانوا من أوائل الذين أسلموا في المدينة المنورة. ويعتبر منزله أول بيت إسلامي في المدينة المنورة. شهد الصحابي سعد بن معاذ العديد من الحروب والمعارك مع النبي، منها معارك بدر والخندق وأُحد. استشهد في السنة الخامسة للهجرة. ودفن بالبقيع وله سبع وثلاثون سنة في شهر ذي القعدة.

تعددت الآراء بين العلماء في تفسير سبب اهتز عرش الرحمن بسبب وفاة الصحابي الجليل سعد بن معاذ – رضي الله عنه – ومن هذه الآراء من يقول بانطلاق العرش . اهتز صوت الرحمن. “للفرحة والبهجة بقدوم روحه، لمحبته لسعد بن معاذ رضي الله عنه” وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“اهتز عرش الرحمن من فرحة الله عز وجل بوفاة سعد بن معاذ.“وقد روي عن الحسن أنه قال:” اهتز عرش الله الرحمن الرحيم بجنازة سعد رضي الله عنه وعلق حسن على ذلك بفرح في روحه.
واستوى الرحمن على العرش واهتز العرش حقا لموت سعد بن معاذ وكان ذلك من فرحة الله بسعد -رضي الله عنه- ولكن لا ينبغي للمسلم أن يتعجب من جلوس الله عليه. ولا ينبغي أن يستغرب المرء كيف يهتز العرش، عرش الرحمن، بل يجب أن يصدقه وينقله دون تعليق أو مقارنة. ويقال أن الزهيبي قال:
إن العرش خلقه الله وسحره، فإذا أراد أن يهتز اهتز بإذن الله، وكما أحسك الله عز وجل بحبه لله على جبل أحد، جعل فيه حب سعد. النبي محمد صلى الله عليه وسلم. “.
كما أوضح ابن عمر – رضي الله عنه – سبب اهتز عرش الرحمن لمقتل سعد بن معاذ: وهذه صدمة لأهل السماء، وخاصة لحملة العرش. وهذا رأي الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: أن سبب الزلزال هو السعادة والفرحة التي شعر بها برحيل روح سعد بن معاذ. -رضي الله عنه- إلى الجنة، وهذا المعنى اتخذ هذا الشكل لأن العرب عرّفوا السعادة التي يشعر بها الإنسان بقدوم محبوبه بأنها هزه.

وبالإضافة إلى ما سبق فقد بين العلماء أيضاً ظاهرياً سبب اهتز عرش الرحمن بوفاة سعد بن معاذ – رضي الله عنه – فقالوا: “وقد جعله قدوم سعد بن معاذ في غاية السعادة“وأما المزاري فقد اتفق معهم في معنى الاهتزاز، واختلف معهم في المقصود من هذا الاهتزاز فقال:”والغرض منه تحذير الملائكة من موته، وليس الغرض من الهزة تشويه سمعة هذا الصديق.“والله تعالى أعلم”. وأوضح الحاكم سبب اهتز عرش الرحمن عند وفاة سعد بن معاذ: “وهذه علامة قد جعلها الله لموت ولي ميت، لتستشعر ملائكته فضله”.

وقد انتقدت هذه الأقوال والتعليقات لسببين: الأول أن عطاء كان شيخا واختلطت الأمور في الرواية، والثاني هو الحديث الذي رواه أنس بن مالك – رضي الله عنه:
“لما شيعت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: إن جنازته كانت سرية، وذلك بسبب حكم بني قريظة، ثم بلغ هذا الموقف النبي: وقال صلى الله عليه وسلم: فحملته الملائكة.“.
ويؤيد الحاكم تفسير فرح وبشرى أهل الجنة بقوله: لا شك في صحة حديث اهتز عرش الرحمن وهو في صحيحي البخاري ومسلم. . وهو بقدوم سعد بن معاذ – رضي الله عنه.

ما هو موقف سعد بن معاذ – رضي الله عنه – في غزوة بدر؟

ننصحك بالقراءة

لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستشير الناس في غزوة بدر قام سعد بن معاذ رضي الله عنه فتكلم في الأنصار فقال: إلى الرسول: يارسول الله امض لما اردت معك فيه والذي ارسلك لو استعرضت بنا هذ ا البحر فخضته لخضناه معك وما يتخلف من بيننا رجلًا واحدًا وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا إنا للصبر في الحرب صدق في اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على ثوب الله“.

ماذا كان موقف سعد بن معاذ في غزوة أحد؟

وعندما ترك الرماة مواقعهم وأصبح الوضع غير مستقر، كان مع النبي (ص) في الحرب، أحد الأبطال الكثيرين الذين صبروا واستمروا مع النبي. وفي غزوة الخندق أصيب سعد بن معاذ (رضي الله عنه)، وكانت هذه الإصابة طريقا للاستشهاد، لأنه بعد شهر من جرحه لقي ربه واستسلم متأثرا بجراحه.

وأُعيد سعد إلى القبة التي بناها له النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة. وكان معه رسول الله وأبو بكر وعمر وقالت السيدة عائشة – رضي الله عنها -: «والله الذي نفس محمد بيده إني أعلم أن أبي يبكي من بكاء عمر وأنا في غرفتي.“. فأخذ رسول الله (ص) رأس سعد فوضعه في حجره ولفه بثوب أبيض. ثم قال: “اللهم إن كان سعد قد جاهد في سبيلك وآمن برسولك وأدى دينه فاقبل روحه غير الذي قبلته.“.

فلما سمع سعد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح عينيه وقال:السلام عليك يا رسول الله. أشهد أنك رسول الله. جزاك الله خيرا من زعيم الأمة يا رسول الله. وقد حقق الله ما وعد. وجزاك الله ما وعدك.

كانت لسعد بن معاذ أهمية كبيرة عند الله تعالى لما له من مناصب مهمة في طريق الدعوة الطويل؛ لدرجة أنه من صلاحه ووقوفه بين يدي ربه، تساءل الناس عن سبب اهتز عرش الرحمن. وفاة سعد بن معاذ، لأنه كان يدعو الله فيستجيب له، يدعو بالشهادة في سبيل الله وكانت استشهاده في سبيل الله.