كيف أكفر عن الذنوب التي ارتكبتها في حق زوجي؟ ما هي شروط التوبة الصادقة؟ الخيانة الزوجية من كبائر الذنوب، وإذا كان مرتكبها مرتاح الضمير، فقد لا يستطيع النوم خوفاً من غضب الله وعقابه. وهو باب عودة المرأة من الذنب العظيم الذي ارتكبته.

كيف أكفر عن الذنوب التي ارتكبتها في حق زوجي؟؟

بداية يجب أن نعلم أن الزواج هو أمر مبني على المحبة والرحمة، كما قال الله تعالى في الآية 21 من سورة الروم:

ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وخلق بينكم مودة ورحمة. إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.“.

ولذلك ينبغي أن يعلم المسلم والمرأة المسلمة أن هذه الرابطة علاقة مقدسة لا يجوز أن يشوبها أي شائبة، والأمر يتعلق بالمرأة بشكل خاص؛ لأنها الزوجة والأم التي تربي الأجيال وتربيها. فالحذر من فعله حتى لا يقع في إثم مبين.

عندما تخون المرأة زوجها، فإنها تنتهك ميثاق الله الصارم الذي أنزله في سورة النساء، الآية 21:فكيف تأخذونه وقد أعطاه بعضكم لبعض وقد أخذوا منكم الوعد الأكيد؟“.

عندما تقع المرأة في ذنب خيانة زوجها بأي شكل من الأشكال، فهي تخطئ في حق ربها وزوجها ونفسها، ولكن دون إخبار زوجها بهذا الوضع، يمكنها تصحيح الوضع بالتوبة الصادقة قبله. متأخر جدا. وفي هذه الحالة يغفر الله له ويتوب عليه.

إذا اكتشف الزوج خيانة المرأة فمن حقه أن يطلقها أو يسامحها بعد أن تتوسل إليه وتستغفر، وفي هذه الحالة الأمر متروك له تماما، ولكن الجواب على سؤال كيف أتمكن من ذلك؟ افعلها: أكفر عن الذنوب التي ارتكبتها في حق زوجي؟ وذلك بالتوبة الكاملة والتقرب من الزوج لمنع تكرار الحادثة.

شروط التوبة الصحيحة

وفي إطار تحديد الإجابة الصحيحة على سؤال: كيف أكفر عن الذنوب التي ارتكبتها في حق زوجي؟ ونرى أن المرأة التي وقعت في خطيئة الخيانة يجب أن تتوب إلى الله توبة نصوحاً وذلك باستيفاء الشروط التالية:

1- معرفة قيمة الذنب

وينبغي للمرأة أن تعلم منذ البداية أن التائب من الذنب كأنه لم يذنب قط، وقد ذكر الله تعالى في التنزيل القطعي في الآية 48 من سورة النساء:

إن الله لا يغفر لمن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. “من يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما”.

ولكن هذا لا يعني أن يستهين بالأمر، بل عليه أن يدرك أن ما فعله كبير من الذنب، فيتوب توبة صحيحة، حتى يغفر الله له، ويتقبله في عباده الصالحين.

كما يحتاج الزوج الخائن إلى الشعور بالندم على ما فعل، لأن النفس المتهمة يمكن أن تنقذ المؤمن من الخطر، وعندما تتمسك المرأة المسلمة بهذا الشعور فإن الله بالتأكيد لن يتركها على هذا الطريق رغم معصيتها.

2- عدم العودة إلى الذنب

وينبغي أن تعلم المرأة أن ما فعلته من الذنوب التي لا ينبغي للمرأة المسلمة أن ترتكبها، لأنها في هذه الحالة لم تلتزم بصفات الزوجة الصالحة التي ذكرها النبي – صلى الله عليه وسلم. وفي رواية عبد الله بن عباس:

فلما نزلت هذه الآية قال الذين يكنزون الذهب والفضة: إن هذه لشديدة على المسلمين. فقال عمر رضي الله عنه: أنا أريحك. ثم انصرف فقال: يا أيها النبي، إن هذه الآية لتشديد على أصحابك بإذن الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله لم يجب الزكاة إلا لتحسن ما بقي». من أموالك. وإنما جعلها واجبة على سبيل الميراث. فقال عمر: “الله أكبر” ثم قال له: “هل أخبرك بأفضل ما يقدره الرجل المرأة الصالحة؟ إذا رعاها أرضته، وإذا أمرها أطاعتها”. وإذا لم تكن معه أطاعها».

ولهذا السبب يجب على المرأة أن تعود إلى الله عز وجل مهما تعرضت للضغوط، وأن تعقد العزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، وأن تقطع كل وسائل الاتصال مع من خانت زوجها.

حتى لا يسمح للشيطان أن يدخل فيه مرة أخرى ويمنعه من قبول توبته، فيعيش حياته دون أن يطرح السؤال: كيف أكفر عن الذنب الذي ارتكبته في حق زوجي؟

ننصحك بالقراءة

3- عدم الإفصاح لزوجها

وعلى المرأة أن تعلم أنه ما دام الله ستراها، حتى لو شعرت بالذنب تجاه زوجها، فلا داعي لأن تكشف عن نفسها وتحكي ما حدث لزوجها. فنهاه عن الجهر بذنبه، فإن هذا شرط لقبول التوبة، وقال: في حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

كل أمتي سيُشفى إلا من جاهر بذلك، وإن من الجهر أن يستر الله على الرجل حين يصبح ما أصبح بالليل، ويقول: آه! وهكذا بالأمس فعلت كذا وكذا، فغطى الليل، يا ربي، في الصباح يخرج منه ستر الله.” (صحيح).

متى لا يغفر الله للخائن؟

وفي سياق التعرف على إجابة السؤال: كيف أكفر عن الذنوب التي ارتكبتها في حق زوجي؟ ونرى أن هناك حالة لا يقبل الله فيها توبة المرأة؛ أي أنها ترتكب نفس الذنب مرة أخرى من خلال التواصل مع الشخص الذي خانت زوجها معه أو مع رجل آخر.

وفي هذه الحالة يتخلى الله تعالى عنه لأنه لا يبالي بالجريمة التي ارتكبها ولا يقبل طلبه المغفرة. أبو هريرة :”اللهم إني أعوذ بك من الجوع من شر الضياع، ومن الخيانة من شر الباطن.” (صحيح).

طرق خيانة المرأة لزوجها

وينبغي للمرأة أن تعلم أن للخيانة الزوجية أشكالاً عديدة، فهي لا تقتصر على الجماع فحسب، بل هي من أعظم الإثم أيضاً، لأن أشكال الخيانة الزوجية تنقسم إلى ما يلي:

1- الخيانة في القلب

وهي أن تسمح المرأة لنفسها بالتفكير في رجل آخر غير زوجها، حتى لو لم يحاول التقرب منها، وهذه هي الخطوات الأولى التي ستتطور إلى وجهة نظر الشيطان. كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة هو كما يلي:

فالعين تزني، واللسان يزني، واليدين تزني، والرجلان تزنيان، والفرج يصدق ذلك أو ينفيه.” (صحيح).

2- الخيانة عبر الهاتف

حوار المرأة مع شخص غريب من وراء ظهر زوجها، حتى لو كان حوارا تقليديا، دون أي انفعال، لأن هناك ما لا يعرفه زوجها وهو إثم خيانته. قال الله تعالى في الآيتين 32 و 33 من سورة النساء:

فلا تتواضعوا في القول فيطمع الذي في قلبه مرض فيقول قولا طيبا (32) ابقوا في بيوتكم ولا تفتخروا مثل شبابيك الماضي. الأوقات الإسلامية: إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وطاعة الله ورسوله. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ليطهركم تطهيرا.“.

3- الوقوع في الفاحشة

الفجور هو أن تقع المرأة في خطيئة الزنا. وقد ذكر الله تعالى في هذا الشأن في الآيتين 2 و 3 من سورة النور:

كل من المرأة الزانية والزانية؛ إن كنتم تؤمنون بالله واليوم فاجلدوا كل واحد منهم مائة جلدة ولا ترحمكم في دين الله. والآخر: أن جماعة من المؤمنين سيشهدون عذابهم. (2) لا يجوز لمن يزني أن يتزوج إلا زانية أو مشركة، ولا يجوز لمن يزني أن يتزوج إلا زانيا أو مشركا، وهذا حرام على المؤمنين.

ثم عليها أن تلجأ إلى الله بالتوبة النصوح، وتدعو ليلاً ونهاراً حتى يباركها الله ويطهرها من هذا الذنب، وتكفر عنه عند ربها وزوجها.
وعلى الخائن أن يخاف ربه وزوجه ونفسه والله، حتى يقبل الله عز وجل توبته، ويسعده في الدارين.