قبل تقديم الجواب، وفي ظل الجدل الدائر حول نسبية الأرقام بين الشيعة والسنة في العراق، لا بد من التطرق إلى المنهجية والعدالة. السؤال يفتح باب الأسئلة ويتطلب تحليلا واقعيا.

إن البنية الدينية والطائفية للعراق معقدة ومتنوعة، ولا يمكن تجاهل وجود أقليات مهمة أخرى. وعلينا أن نسعى إلى التفاهم والتعايش بين مختلف عناصر المجتمع العراقي، وإزالة الانقسامات والأحكام المسبقة التي تعيق التقدم والوحدة الوطنية.

إن نهجنا الصحيح يتطلب مراعاة المصلحة العامة والعمل المشترك لبناء مستقبل مزدهر وموحد للعراق وشعبه كافة.

تاريخ الشيعة في العراق

  • مخاوف الشريفي تغرس مرارة الحزن في رؤيته لتاريخ العراق على مدى قرن، إذ يؤكد أن العراقيين بأغلبيتهم أحبوا زعيما ينتمي إلى شعبهم، لكنهم لم يدافعوا عنه، بل تخلوا عنه بسهولة له إلى مصيره.
  • وحكم الشيعة العراق بعد قرون طويلة من التهميش والإقصاء على كافة المستويات من قبل الأنظمة والحكومات المتعاقبة التي حكمت البلاد.
  • لكن الأهم هو حرمانهم من ممارسة شعائرهم الدينية. ولم يجرؤ الشيعة على التعبير عن حبهم لعلي والحسين بحرية.
  • وفي المذهب الشيعي يعتبر الضرب والضرب بالسيوف والسلاسل جزءا من شعائر الدين، ورغم إدخاله في العصر الصفوي إلا أنه احتل مكانة بارزة في الوعي الشيعي بفضل نفوذ السلطات الشيعية الإيرانية، التي تشكل الأغلبية.
  • ولذلك فإن الشيعة العراقيين الأصيلين، وليس النمطية، يتبعون هذه الطقوس الطائفية خلال شهر محرم الحرام، حيث يصبح العرق والطقوس خطوطاً حمراء بالنسبة لهم.

عدد العشائر الشيعية في العراق عام 2023

ويحتفظ العراق في عام 2023 بمكانته كأحد الدول ذات الأغلبية الشيعية. وفيما يلي توزيع الشيعة في المحافظات حسب أعدادهم:

مناطق العتبات المقدسة:-

  1. النجف الاشرف .
  2. كربلاء المقدسة.
  3. الكاظمية.
  4. سامراء.

ويشكل الشيعة في هذه المناطق غالبية السكان، ونادرا ما توجد طوائف أو ديانات أخرى، خاصة في كربلاء والنجف.

المناطق الجنوبية:-

  1. البصرة.
  2. بنيان.
  3. الناصرية.

وفي هذه المناطق، مثل مناطق العتبات المقدسة، تبلغ نسبة التواجد الشيعي حوالي 99.9%.

وتشهد بعض المحافظات الوسطى مثل الكوت والحلة والديوانية تواجداً شيعياً يصل إلى حوالي 99% من السكان، وفي محافظات أخرى مثل السماوة يصل تواجدهم إلى حوالي 90%. وفي محافظة ديالى تصل نسبة الشيعة إلى 85%.

ما هي نسبة الشيعة في بغداد؟

  • وتتميز بغداد، عاصمة العراق الحالية، بأن غالبية سكانها ينتمون إلى المذهب الشيعي.
  • وتشير التقديرات إلى أن نسبة الشيعة في بغداد تتجاوز نحو 75% من السكان.
  • وتشهد بعض مناطق بغداد تركيزا أكبر للشيعة الذين يشكلون حوالي 99.9% من السكان.
  • على سبيل المثال، في مدن مثل الكاظمية والثورة والكرخ والبياع، يشكل الشيعة الأغلبية الساحقة من السكان.

المحافظات السنية في العراق

  • تتمتع الرمادي وتكريت بأغلبية سنية، لكن هناك حضورا واضحا للشيعة في هاتين المحافظتين.
  • وفي المحافظات الشمالية مثل أربيل والسليمانية ودهوك، الأغلبية سنية، ولكن هناك وجود شيعي كبير في هذه المناطق.
  • وفي كركوك والموصل تبلغ نسبة التواجد الشيعي حوالي 40%. وهي أن الموصل وكركوك تعتبر أيضًا من المحافظات السنية، وكذلك الرمادي وتكريت وأربيل والسليمانية ودهوك وكركوك والموصل.

الأرقام والنسب المذكورة في الفقرة السابقة مليئة بالتقديرات والمقصود منها توضيح الأفكار.

لكن النسبة المتعارف عليها والمؤكدة هي أن 85% من سكان العراق يتبعون مذهب أهل البيت، في حين أن 12% يمثلون الطوائف السنية الأربع المتبقية و3% للطوائف والديانات الأخرى.

ورغم هذه الأغلبية الشيعية في العراق، إلا أنها لا تزال خارج أعلى المناصب في الدولة، حيث أصبحت السلطة والمناصب الإدارية في أيدي الأقلية.

هذا في حين أن القوانين والأنظمة وحتى القوانين المصطنعة تعطي الأغلبية حق إدارة شؤون البلاد.

الجدل السياسي: زعيم شيعي في العراق

  • بعد نحو عشرة أشهر من الانتخابات النيابية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي (2021م)، استمرت الأزمة السياسية في العراق في التفاقم.
  • وتشهد البلاد توتراً متصاعداً بين قوتين داخل الطائفة الشيعية، حيث يقف الزعيم الديني والشخصية البارزة مقتدى الصدر في جانب، بينما يشكل تحالف الأحزاب والفصائل المقربة من إيران في الجانب الآخر.
  • ومن بين هذه الفصائل زعيم ميليشيا الحشد الشعبي هادي، ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي، اللذين يلعبان دورا بارزا في هذه التوترات.
  • وحتى الآن، لا تزال الأزمة السياسية تؤدي إلى تعقيد الوضع في العراق وتعطيل عملية صنع القرار.

وفي ختام الحديث عن عدد العشائر الشيعية في العراق، تجسد العشائر الشيعية نموذجا فريدا من التلاحم والتضحية. وتاريخهم حافل بالصمود والمقاومة، فقد قاوموا الاستبداد والظلم على مر العصور.

وتعبر العشائر الشيعية عن وحدة الشعب العراقي وتمسكه بقيم العدل والتسامح. وعلى الرغم من التحديات التي يواجهونها، إلا أنهم يظلون ركيزة قوية في بناء عراق المستقبل. وبوحدتهم وتضامنهم، يمكنهم تحقيق الاستقرار والتقدم.

إن تعزيز دورهم ومشاركتهم النشطة في الحياة السياسية والاقتصادية سيعزز التنمية الشاملة والوحدة الوطنية. عشائر العراق الشيعية رمز الأمل والتحدي وستبقى حجر الزاوية في بناء المستقبل المشرق للعراق وشعبه العظيم.