في أي فترة عاش ابن خلدون؟ ما هي أهم أعماله؟ ابن خلدون من أعظم الرجال في التاريخ الإسلامي. وهو عالم كبير له قيم لا يمكن إنكارها في العديد من فروع العلوم، وأهمها علم الاجتماع والديموغرافيا. وكان لها تأثيرات ليس فقط في القرن التاسع عشر، بل أيضًا في القرون التالية. على مستوى العالم العربي وأيضاً في الغرب. لذلك هنا نتعلم المزيد…

في أي فترة عاش ابن خلدون؟

الفترة الزمنية التي ينمو فيها الإنسان والبيئة المحيطة به لها أثر كبير في تكوين شخصيته، ومن الأمور التي تساعدنا على معرفة شخصية ابن خلدون العظيمة معرفة الفترة التي نشأ فيها . وحقيقة أنه عاش تكشف مشاكل المجتمعات في ذلك الوقت ومدى إشكاليتها من الناحية العقلية.. هذا العالم الرائع.

العلامة الجليل ذو الأصول الأندلسية، والذي انتقلت عائلته من الأندلس إلى تونس في منتصف القرن السابع الهجري، نشأ في مدينة حضرموت، كما ولد ابن خلدون في تونس تحت الحكم العربي المغربي (الفترة الحفصية). إقليم) وعاش بينها وبين أراضي المغرب الأقصى.

ولد عام 1332 لأسرة علمية وأدبية علمته حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وقبل الهجرة إلى تونس كان لآبائه وأجداده مناصب مهمة في الأندلس وتوفي عام 1406 خاصة بمصر. (القاهرة) فترة هذا الرجل العظيم مقبولة، فقد طرح منهجاً اتبعه المشرق والمغرب من بعده، وعاش في العصر المملوكي.

أهم مؤلفات ابن خلدون

لقد أنتج العلامة الجليل ابن خلدون العديد من المؤلفات القيمة والرنانة في مختلف مجالات العلوم، وطرح نظريات ومناقشات بالغة الأهمية، حتى بقي تاريخها وآثارها إلى يومنا هذا، ومن أهم مؤلفاته ما يلي:

كتاب (مقدمة ابن خلدون)

وهو أشهر مؤلفاته، وقد ألفه ابن خلدون في كتاب منفصل، ولكنه يهدف إلى إعداد وتقديم كتابه العظيم (المحاضرات والديوان الأولي وأخبار أيام العرب والفرس). (البربر ومن عاصرهم مع السلطان الأعلى) كتاب يغطي كافة مجالات التاريخ والجغرافيا والقانون والعمارة والاقتصاد وعلم الاجتماع، كما يشمل الطب والسياسة وجوانبها النفسية. من حيث طبيعة الإنسان وتأثير البيئة عليه وما إلى ذلك.

كتاب (الدروس)

هذا الكتاب قدمه ابن خلدون بمقدمته الرائعة لابن خلدون، والتي تتكون من سبعة مجلدات وتتناول تاريخ البربر، ويعتبر من أهم إنجازات العالم الكبير. وقد تم قبوله كأحد أهم مصادر تاريخهم، كما تطرق إلى العديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية.

ابن خلدون وعلم الاجتماع

ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع، أو علم العمران. وقد خصص العالم كتابه (المقدمة لابن خلدون) لتناول مسألة التحضر الإنساني وعلم الاجتماع. ونظراً للدور الكبير الذي قام به هذا العالم فقد اعتبره العلماء المؤسس الأول لما يسمى بعلم الاجتماع.

وقد بنى ابن خلدون بحثه على منهج ترابط الظواهر الاجتماعية، فكل ظاهرة تنبع من ظاهرة أخرى، وقدم معرفته بشكل شمولي، يغطي جميع جوانب الحياة. الوحشية والتعصب وأنواعه، ويناقش كل ظاهرة بالتفصيل، وتحليلياً، وأسبابها، والعوامل التي أدت إلى ظهورها.

وذلك لكشف الأسرار الكامنة وراء الإنسان الذي هو اجتماعي بطبيعته والذي يؤدي تفاعله مع بيئته والأشخاص المحيطين به إلى نتائج عديدة، بعضها سلبي وبعضها إيجابي، نتيجة التأثيرات الاجتماعية والبيئية. ويكشف عن مقومات المجتمعات السليمة وكيفية التخلص من الظواهر الضارة بالمجتمع.

محاولة خلق مجتمعات صالحة للأفراد، تهدف إلى السلام والوئام، والتخلص من كافة التقاليد الهمجية والسلوك القاسي والتشوهات النفسية والتطرف، وذلك من خلال إنشاء تقاليد اجتماعية تحاول تطهير الشعوب والأفراد وزيادة الانسجام بينهم.

ننصحك بالقراءة

ابن خلدون والبيئة

ولما كانت البيئة عاملاً مهماً في تشكيل الإنسان، فإن ابن خلدون الذي يربط أفعال الأفراد وسماتهم الشخصية ببيئتهم، يتناول الآن بطريقة حديثة وأكثر تخصصاً في الأنثروبولوجيا والعلوم الإنسانية فيقول: “إن اختلاف الأحوال بين الأجيال يرجع إلى اختلاف ظروف المعيشة

كما يفهم من البدو المبدأ الذي نستمد منه معاني كثيرة ويفسر أفكارهم العالمية في تصنيف بيئاتهم ومجتمعاتهم وخصائص كل فرد وأجيال هذه المجتمعات حسب الطبائع التي يعيشون معها، فمثلا هو وأعرب في كلامه عن أنهم يكتفون بالحاجة فقط ولا يزيدون عليها.البدو مقلدون للظروف المعيشية الطبيعية. وهي تقتصر على الضروريات مثل المأكل والملبس والمأوى وغيرها من الشروط والمنافع.

ابن خلدون والاقتصاد

وبينما يناقش ابن خلدون القضايا المترابطة المتعلقة بالبشرية جمعاء وجميع جوانب الحياة من حوله، فإنه يصل إلى استنتاجات حول الاقتصاد، الذي يقوم عليه العلم الحديث في إرساء مبادئه وإنشاء موضوعاته. ويقول ابن خلدون إن الصناعة هي المركز الأساسي لازدهار الحضارة.

كما قال في أحد كتبه:لكن الحرف تتقن بكمال ووفرة البناء الحضري. إن قيام الصناعة في الأقاليم يعود إلى قيام الحضارة وطول عمرها. «وهذا يكشف لنا بوضوح فكرة أن ابن خلدون قصد إثبات أن الحضارة مرتبطة بالصناعة وأن المجتمعات تتقدم بها.

وتأتي هذه الحرف في مجالات وأشكال مختلفة، وتشمل الزراعة والزراعة والخياطة والنجارة والطب والأعمال الورقية والنسيج والتوليد وغيرها. ويختلف باختلاف العمران والبيئات في المجتمع.

ابن خلدون وعلم الأحياء

ولن نذكر إلا نص ابن خلدون الذي يعتبر من أوائل الذين حاولوا مقارنة تشريح الإنسان بالقردة، في كتابه الذي يعبر عن المعاني العميقة لعلم الأحياء.

ويقول: ثم انظر إلى عالم التكوين كيف بدأ، من المعادن، ثم من النبات، ثم من الحيوان، بتتابع رائع: الأفق الأخير للمعادن متصل بالأفق الأول للنباتات، بما في ذلك الأعشاب وما لا بذور له؛ ويتصل الأفق الأخير للنباتات كالنخيل والكروم بالأفق الأول للحيوانات كالحلزون والأصداف، ولا قوة لها إلا باللمس. ومعنى الارتباط في هذه العناصر هو أن الأفق الأخير يكاد يكون جاهزا ليصبح الأفق الأول للأفق التالي، ويتوسع عالم الحيوان وتتكاثر أنواعه، فينتج عن ذلك التكوين التدريجي. إن الرجل صاحب الفكر والرؤية الذي ارتقى إلى نفسه من عالم القرود، حيث امتزاج الحس والإدراك، والرؤية والفكر في العمل، كان هو الأفق الإنساني الأول بعد ذلك، وهذا هو هدفنا. شهود عيان

ابن خلدون والفلسفة

ومن المستحيل أن لا يكون لعالم عظيم مثل ابن خلدون فلسفة مهمة، وليس هذا فحسب، بل كان له دور مهم في علم الفلسفة نفسه، وكان يتمتع بقدرة هائلة على فحص الآراء ونقدها. لقد كان إنساناً دقيقاً ودقيقاً في تعبيره، وتميز بالصفات النبيلة التي تليق بعالم كبير مثله، ويسعى إلى الدقة والصدق والإنصاف في الرواية، ويتيح حرية الاختلاف مع آرائه ومناقشتها ونقدها.

وبفضل فلسفته وحكمته وقوته الدبلوماسية، أدى إلى حل العديد من النزاعات الدولية بين الدول وبعضها البعض، كما تم تعيينه سفيراً لمثل هذه النزاعات في دمشق وقشتالة.

ابن خلدون والتعليم

لعب ابن خلدون دورًا لا يمكن إغفاله في علم التربية الذي لا يزال يعتبر معيار التربية الصحية، نظرًا لعلمه الواسع بتكوين الفرد وشخصيته، وما يؤثر في الشخصية أو يضعفها أو يهدمها، وهكذا طور منهجًا رائعًا للتعليم:

  • ينقسم العلم إلى علم تقليدي وعلم عقلاني.
  • النهج التدريجي في التعليم.
  • ابدأ بالأشياء المادية أولًا، ثم انتقل تدريجيًا إلى الأشياء المادية.
  • يبدأ الطفل بتعلم القرآن والشعر مما يحسن قدرته على الحفظ.

إن الفترة التي عاش فيها ابن خلدون، وظروفه البيئية، وتنقلاته من بلد إلى آخر، والأسرة التي نشأ فيها، ساهمت في تكوين واحدة من أهم شخصيات الإسلام العربي. لقراءة المزيد عنه.