الحوار القصير جداً بين شخصين جميل جداً ومفيد جداً، فعندما يبدأ شخصان بالحديث فهذه بداية الصداقة بينهما، خاصة إذا كان أحدهما رجلاً والآخر امرأة، كما أن الحوار يمكن أن يختلف على حسب الوضع. وكذلك النوع والوضع الاجتماعي والثقافي للمحاور.

يصبح الحوار رائعاً جداً عندما يتفق الطرفان على قدرة المستمع على الاستماع وفهم هدف المحاور، والآن سنعرض لكم حواراً قصيراً جداً بين شخصين.

حوار قصير جداً بين شخصين

كما ذكرنا سابقاً هناك أنواع كثيرة من الحوار بين شخصين، وذلك حسب درجة التوافق بينهما، فإذا كان الشخصان متوافقين تماماً في معظم الخصائص، فهذا يعني أن الحوار سيخرج بشكل رائع للغاية ويصبح أجمل. هناك العديد من الفوائد لكلا الطرفين.

الحوار لا يعتمد على شخص واحد فقط، بل على طرفين، المتحدث والمستمع، ويمكن عكس الأدوار ليتطور الحوار إلى نقاش متقدم بين الطرفين.

أما إذا لم يتفق الطرفان فهذا يعني أن الحوار سيذهب في اتجاه آخر، خاصة عندما يريدان الجدال، فقد يتحول الطرفان إلى قتال بسبب عدم توافق وجهات النظر بين الطرفين. فهو يريد أن يسير الحوار كما يريد.

لذلك قبل أن يبدأ الحوار عليك أن تختار شريك الحوار حتى تتمكن من معرفة هل سيستمر هذا الحوار بشكل جيد أم لا، وفي استمرار لحديثنا عن حوار قصير جداً بين شخصين سنعرض لكم الآن العديد من أنواع الحوار حوار. الحوار الذي يمكن أن يحدث بين شخص وآخر من خلال الفقرات التالية:

1- حوار قصير بين رجل وامرأة

ومن خلال حديثنا عن حوار قصير جداً بين شخصين، سنعرض لكم الآن حواراً جميلاً بين رجل وامرأة، وتدور مواضيع الحوار حول العمل:

بدأ الرجل المحادثة بسؤال المرأة عما تعمله ونوع المجال الذي تعمل فيه.

وقالت المرأة إنها تعمل بشكل رئيسي في التسويق والمبيعات ولم تذكر نوع المنتجات التي تسوقها.

وهنا سأل الرجل سؤالاً آخر: هل تعمل فعلاً في التسويق؟ نوع المنتجات هو منتجات تجميل نسائية فقط.

وهنا ضحكت المرأة وقالت له: أنا أعمل في مجال تسويق المنتجات الغذائية ولكني أردت أن أعمل في مجال مستحضرات التجميل ولكن لم تتاح لي الفرصة، وهذا ما سألت عنه السؤال الأول. تم طرح السؤال التالي خلال الجلسة: في أي مجال تعمل؟

أراد الرجل توضيح ما يقصده بقوله إنه يعمل في تسويق مستحضرات التجميل هنا، وقال إنني بشكل عام أربط مجال المنتجات النسائية بعمل المرأة لأن النساء بشكل عام يرغبن في العمل في تسويق مستحضرات التجميل. يجدونه مناسباً لأنفسهم، فلا أجد أنسب من هذا المجال: المرأة وصحيفتها.

فقاطعته المرأة هنا وقالت: “في الواقع أنا أتفق معك لأنني أردت حقاً أن أعمل في هذا المجال”، وضحكا كلاهما معاً.

وتابع الرجل حديثه وأجاب على سؤال المرأة وقال إنه يعمل في مجال الهندسة الزراعية.

قالت المرأة أن هذا المجال صعب جداً، وأعتقد أنك تحب هذا العمل ويمكنك العمل في هذا المجال.

قال له الرجل: “أنا أحب هذا المجال حقًا. كنت أرغب في العمل في هذا المجال منذ أن كنت طفلاً”. ومن ثم بدأ الطرفان بتبادل الخبرات والقصص حول مجال عمل كل منهما، وانتهى الحديث حول هذا الموضوع.

وفي سياق حديثنا الذي يدور حول حوار قصير جداً بين شخصين، ومن خلال هذا الحديث الرائع، يمكننا القول أن طرفي الحديث متناغمان إلى حد كبير، اعتماداً على العلاقة التي تجمعهما. هناك انسجام في المحادثة، ونفهم ذلك من حرص كل شخص على عدم إيذاء مشاعر الآخر طوال المحادثة.

2- حوار قصير بين أب وابنه

عندما يبدأ الابن في النمو، يرغب الأب في تقديم النصح والإرشاد لابنه، ففي هذه المرحلة يرى أن ابنه قد كبر وتفكيره تطور كثيرًا عما كان عليه في شبابه، فيبدأ بذلك. لتجري معه نقاشاً بسيطاً حول أحوال العالم… والآن سنعرض لكم الحوار التالي بين الأب والابن:

وفي بداية الحديث يقول الأب: “يا بني هل تعلم أن الحياة مؤقتة ولا يستطيع أحد أن يحدد موعد لقاء ربه؟”

ننصحك بالقراءة

وهنا يقول الابن لأبيه أطال الله في عمرك يا والدي العزيز ودامت تاجا على رؤوسنا.

ويرد الأب على هذا الموقف كالآتي: “يا بني، أنا لا أقول هذه الكلمات لأجعلك تخاف من فقدان أي شخص عزيز عليك في حياتك، بل أقول هذه الكلمات لتعلم أن الإنسان لا ينبغي أن يخسر دائما. هو لا ينبغي أن يعتمد على شخص آخر ولا ينبغي أن يضع أي شخص في مركز حياته.”

فرد الابن على أبيه: إذن يا أبي يجب أن يعتمد على نفسه ولا يضع أحداً في مركز الاهتمام في حياته.

أجاب الأب: لا يا بني، أنا لا أقصد ذلك بالتأكيد. ما أقصده هو أن الإنسان بشكل عام يجب أن يعتمد على نفسه ويكون له يد العون في كل جانب من جوانب حياته. ولكن الأساس يجب أن يكون أنت.

ويواصل الأب حديثه عن مكانة الآخرين في حياة الإنسان، قائلاً إنه ينبغي للمرء أن يحترم خصوصية من يعيشون حوله. إن انتهاك حقوق الآخرين أمر سيء إلى حد ما.

يضيف الابن مقولة رائعة هنا ويقول: “صدقت يا أبي. قرأت مقولة لإبراهيم الفقي يتحدث عن الثقة بالنفس. وعليه يقول إبراهيم الفقي: اصبر على نفسك، زد من خبراتك”. والمهارات، استثمر في نفسك.” لا يوجد شيء أعظم، هذا ما فعلته، وأود أن أوضح هذا البيان في المحادثة اللطيفة التي أجريناها للتو.

فأجابه والده: بارك الله فيك يا بني وجعل جنتك روضة من رياض الجنة.

3- حوار قصير بين صديقين

في حديثنا الذي سنتحدث فيه عن حوار قصير جدًا بين شخصين، تجدر الإشارة إلى أنه يمكن للأصدقاء الاستفادة من بعضهم البعض كثيرًا وإجراء حوارات لطيفة جدًا بينهم، على الرغم من أنهم في نفس العمر تقريبًا، لذلك سنناقش هذه القضية الآن. سأحكي لكم حوارا عن الصداقة بين صديقين:

سأل أحد الصديقين واسمه محمد صديق علي: يا علي ما رأيك في الصداقة؟ بدأ بالسؤال.

فأجاب: هل تقصد الصداقة بشكل عام أم صداقتنا؟

فأجاب محمد وقال: ليس له صداقة عامة.

فأجاب علي: “الصداقة هي الرابطة الروحية التي تربط الإنسان بصديقته بشكل عام، وهي ما يجمع الأشخاص المتشابهين في الأخلاق تحت اسم الصداقة”.

وأضاف علي: “الصداقة هي التي تمنح الإنسان القدرة على المضي قدماً في الحياة، فإذا كان هناك من يحس بالإنسان ويفهم غرضه أو يستطيع أن يفهم ما يضايقه فهو الصديق، فهنا يشعر الإنسان أنه يشعر به.” حي.

فأجابت هنا محمد: “أحسنت يا صديقي، أريد أن أسألك سؤالاً آخر”.

فقال له علي: أسألك يا صاحبي؟

سأل محمد سؤالاً مثيرًا للاهتمام: من هو الشخص الذي يمكن أن نسميه صديقنا؟

لقد أعطاني إجابة لطيفة للغاية: الشخص الذي يمكن أن نسميه صديقنا هو الشخص الذي يستحق هذه المكانة في كل جانب، والذي يشبه روحنا ويقف أمامنا. لا نحتاج إلى تغيير شخصيتنا لكي ننسجم معه.

وتابع حديثه وقال: هو الشخص الذي يستطيع أن يفهمنا من نظرة واحدة، وهذا الشخص هو أنت يا صديقي، فمنذ أن التقيتك وأنا أعتبرك ليس صديقي فقط، بل أخي أيضًا. أدام الله صداقتنا مدى الحياة إن شاء الله.

أجاب محمد: الصديقان تبادلا نفس المشاعر وظلا يتذكران كيف كانا يعرفان بعضهما البعض.

الصداقة شيء رائع ويجب أن تكون حاضرة في الحياة، ولكن يجب عليك اختيار شخص يستحق أن يوضع في هذا المنصب، ومن هذا الحوار يمكننا أن نستنتج أن الصديقين متوافقان تمامًا مع بعضهما البعض، هذا واضح جدًا. من الحوار بينهما .