حكم زيارة النساء للقبور: هناك أمور كثيرة تشغل أذهاننا باستمرار وتجعلنا نتردد في القول والأفعال، وزيارة النساء للقبور لها مكان من هذه المسائل.

فهل زيارة المرأة للقبور حرام فعلا كما يقول البعض أم أنها جائزة؟ وما حكم الإسلام في ذلك؟ ولذلك سنشارككم في هذا المقال آراء العديد من العلماء. حول حكم زيارة النساء للقبورثم اتبعنا.

حكم دار الإفتاء في زيارة النساء للقبور

وسنبين حكم دار الإفتاء المصرية في زيارة المرأة للقبور والأدلة التي تؤكد هذه الفتوى في الإسلام، حيث تكثر مثل هذه الأسئلة.

  • وذكرت دار الإفتاء المصرية أنه عندما ننظر إلى المذهب الشافعي نرى أن حكم زيارة القبور خاص بالنساء. وهو غير مستحب، لكنه ليس محرماً ولا يجوز قطعاً.
  • ويوضح لنا علماء الأزهر أن سبب عدم الترحيب بزيارة النساء للقبور هو أن النساء طيبات القلب، ولا يتحملن المتاعب والمصائب، ويعانين عند زيارة قبور أحبائهن. حالة اضطراب عصبي.
  • ويمكن أن يكون تأثير عدم الصبر، والقلق، والتأثر الزائد بالموقف، وهنا يكون الإنسان هو الأضعف، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الشرك لا سمح الله.
  • ويقول حاطب الشربيني – رحمه الله -: يكره للنساء زيارة القبور لا لأنفسهن، بل خوفا ولكثرة البكاء ورفع الرأس. الأصوات ونادرا ما تتسامح مع الكوارث.
  • تؤكد دار الإفتاء المصرية أن زيارة قبور النساء لا تحرم، والدليل على ذلك أن ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مر على امرأة مستلقية على باب قبرها. قال: «اتق الله واصبر»، وقال: «صلى الله عليه وسلم».
  • وتفسير ذلك هو أنه لو كانت زيارة القبور دافعاً للنساء لنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المرأة عن هذا الفعل، ولم يأمرها فقط بالصبر والتحكم في أعصابها.
  • والدليل أن عائشة – رضي الله عنها – قالت لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – (كيف أقولها يا رسول الله؟ أي إذا زرت القبور صلى الله عليه وسلم). صلى الله عليه وسلم، قال: «قولوا: السلام على أهل الأرض من المؤمنين والمسلمين، ورحم الله المقدمين منا والمتأخرين، ورحمنا الله تعالى، بإذنه» الله.” فكم نتبع؟” رواه مسلم.

شروط زيارة القبور للنساء، دار الإفتاء

  1. ولا ينبغي للمرأة أن تلبس الملابس الفاخرة والرائحة عند زيارة القبور، وأن تلتزم بالملابس الشرعية والإسلامية.
  2. لا ينبغي لأحد أن يجتمع مع الرجال، حتى مع الأقارب.
  3. وإذا كانت المقبرة في منطقة نائية فيمكن للمرأة الذهاب مع أحد محارمها (الأب أو الأخ أو العم أو الزوج أو العم أو الأجداد).
  4. وينبغي للمرأة عند زيارة القبر أن تلتزم الصمت، وأن تكون وقاراً وهادئاً، ولا تصدر أصواتاً عالية، ولا تصرخ، ولا يسمح لها بالبكاء بصوت عالٍ.
  5. ومن الشروط التي يجب على المرأة توافرها عند زيارة القبر: النية: أن تكون الزيارة بقصد الوعظ أو بقصد التفكر والتفكير في نتائجها.
  6. ويجب على المرأة زيارة القبر بعلم زوجها وبعد موافقته.
  7. وكذلك يقول الشيخ أحمد القليوبي (رحمه الله) أنه لا ينبغي للمرأة أن تزور القبور، حتى لو كان زوجها المتوفى.
  8. لا يجوز للحائض زيارة القبور.

الأدلة من السنة في حكم زيارة النساء للقبور

ننصحك بالقراءة

  • وقال صلى الله عليه وسلم: «إني نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإن زيارتها ذكر». [أخرجه مسلم في صحيحه وأبو داود في سننه، واللفظ له].
  • وفي أحد الأيام جاءت عائشة من المقبرة، فقال لها عبد الله بن أبي مليكة: من أين جئتي يا أم المؤمنين؟ قال: من قبر أخي عبد الرحمن. فقال له: أليس نهى رسول الله (ص) عن زيارة القبور؟ قال: نعم، نهى عن زيارة القبور، ثم أمر بزيارتها. [أخرجه الحاكم في المستدرك].
  • وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: مر النبي – صلى الله عليه وسلم – بامرأة تبكي عند القبر، فقال: “اتقي الله واصبري”، قال لك باسمي، لأنك لم تعاني من مصيبتي. ولم يعرفه فقيل له إنه النبي صلى الله عليه وسلم. وجاء أيضا إلى الباب. فلما لم يجد النبي صلى الله عليه وسلم عندها بوابا، قال: لا أعرفك، وقال: إنما الصبر على الصدمة الأولى. [أخرجه البخاري في صحيحه].
  • والدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاه بالصبر ولم ينكر زيارة القبر.
  • وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء أن يقولوا عند خروجهم إلى المقابر: “السلام عليكم يا أهل الأرض من المؤمنين والمسلمين وإنا بإذن الله لاحقون” لك، نسأل الله لك البركة.
  • الغرض من زيارة القبر هو الإحسان إلى الميت بالدعاء، وإلى النفس بالنصيحة والتصوف، عندما يكون بعيداً عن الأحزان المتجددة، ومظاهر الخوف، والتجمعات الساخرة التي نراها في الأعياد والمواسم.
  • كما تم تقديم معلومات عن الترفيه والتسلية وأنظمة الضيافة والمبيت في المقابر واستغلالها لفعل ما لا ينبغي فعله مع الالتزام بالآداب الشرعية.
  • يجوز للرجال والنساء، لكن إذا كان القصد منه تجديد الأحزان، وإذا أخذ ما يخالف تبليغ الرسالة والتفكير، فهو محرم على الرجال والنساء.

رأي الشيخ الشعراوي في زيارة النساء للقبور

وذكر الشيخ محمد متولي الشعراوي أن زيارة القبور تكون وفق الآداب، وأكد أن ذلك كان محرماً في أول الإسلام.
«كانوا يوصون بذلك النساء قبل الإسلام».
قال الشيخ الشعراوي نقلاً عن أحد الأبيات الشعرية الجاهلية:
“فإذا مت فأعينيني على ما أستحقه وصعب عليّ يا ابنة معبد”.
وأضاف الشعراوي:
“لا تزور القبر كأنك تذهب إلى قريب. قم بزيارة جميع القبور. لا تزور قريبي فقط. ربما إذا رحمت شخصًا واحدًا، سينزل الله رحمته على الجميع.” وربما إذا لم أصلي من أجل أحد أفراد عائلتي، فسيتم تكريم هذا الشخص.
وأكمل كلامه على النحو التالي: فلما جاءت القلوب وامتلأت بحب الإيمان ومبادئه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لقد منعتكم من زيارة القبور لأنكم قلتم هراء.
علمنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – :
“السلام عليكم ورحمة الله بيوت قوم آمنوا أنتم الأولون بكم نتبعكم بإذن الله”.

وعند الحنفية يحرم على النساء زيارة القبور.

  • وسنناقش آراء المذهب الحنفي في صحة زيارة النساء للقبور: بيان أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) نهى النساء عن زيارة القبور مثل الرجال، فنهاهن عن ذلك، لكنه أمر فيما بعد لزيارتهم هناك بسبب النصائح التي قدمها لهم.
  • لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها ذكرى الآخرة». رواه مسلم.

آراء أخرى في منع زيارة النساء للقبور

وهناك العديد من علماء الإسلام ومشايخ الأزهر أفتاوا بتحريم زيارة النساء للقبور، استنادا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زوروا القبور». وهذا ما أكده الألباني.

  • فهل هذا الحديث ينطبق على كل امرأة؟ بالطبع لا، فقد قال القرطبي إن اللعن في الحديث لم يكن إلا للمكثرين، لما في الأسلوب من مبالغة.
  • وليس كل النساء ممنوعات من زيارة القبور، وقد نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولعن كثيرا من النساء من زيارة القبور لأنها تشبه الشرك عند الله.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي ناقشنا فيه حكم زيارة النساء لقبور أكثر من عالم إسلامي، كما ناقشنا رأي دار الإفتاء في هذه المسألة.