إن حديث النبي عن مدائن صالح يجعلنا نشعر بقرب الله عندما نتذكر ما حدث في هذه المدن ويجعلنا نتواضع أثناء العبادة، بالإضافة إلى ذلك فقد وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم بهدف تنفيذ أوامر الله. ولحفظنا من العذاب والدمار الذي حل بمدائن صالح نتيجة أفعالهم، سنتعلم سنة النبي ومن خلالها أحاديث النبي عن مدائن صالح.

الأحاديث النبوية عن مدين صالح

تقع مدائن صالح في المملكة العربية السعودية وتحديداً في محافظة العلا، وحالياً لا يوجد أحد يقيم هنا، ولكن في الماضي كانت هذه مساكن قوم ثمود الذين بعث الله إليهم النبي صالح ، سلام. عليه وسميوا الحجر.

وقد ذكر فيهم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) حديثاً شريفاً عن عبد الله بن عمر فقال: فلما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال: “لا تدخلوا بيوت الذين يظلمون أنفسهم فيصيبكم ما أصابهم ما لم تبكوا” ثم قال: غطى رأسه. فمشى حتى جاوز الوادي».وهذا هو الحديث الذي رواه النبي عن مدائن صالح.

ومن المؤكد أننا علمنا من هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن زيارة مدائن صالح، وذلك لأنهم لم يطيعوا أمر الله تعالى وأنكروا ما جاء به الله من محاولة قتل النبي صالح. الناقة التي أرسلها الله إليهم معجزة.

قال النبي هذا الحديث الجميل بينما كان يسير مع المجاهدين والصحابة في الطريق من منزله إلى غزوة تبوك، عندما التقى بمدائن صالح في الطريق، هرتز. ادخلوا تلك الأرض إلا أن تبكوا، فإنه من مر بمدائن صالح على غير البكاء عذاب أو كسوف الشمس.

فالغرض من البكاء إما شفقة على ما حدث لأهالي مدين صالح من المعاناة التي عاشوها، أو الخوف من تجربة ما مر به مدين صالح. فهو متواضع بعض الشيء، وهذا مخالف لأخلاق المؤمنين… نظراً لما حل بهم من هلاك وعذاب… يحذرنا الله تعالى من إهمال ذكر الله وطاعته واحترامه.

حديث آخر عن قوم النبي صالح

ننصحك بالقراءة

وفي حديث عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أقام الناس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر بأرض ثمود، فكانوا يستقون من آبارهم الماء ويعجنون به العجين، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سحقوه، ولم يطحنوه، فأطعموا الإبل العجين، وأعطوها عجين الإبل، فأمرهم أن يخرجوه من البئر التي ذهب إليها، وفي رواية: وخرجوا أيضًا من البئر. بئره وعانقه..

وفي هذا الحديث يوضح أنه بينما كان الصحابة ذاهبين إلى غزوة تبوك، كان الجند والصحابة يسقون دوابهم بالماء الموجود في آبار مدائن صالح ويعجنون بذلك الماء الخبز.

فلما رآهم النبي أمرهم أن لا يشربوا هذا الماء، ولا يعجنوه، ولا يحتفظوا به، ولا يرموا به، لأنه يخشى أن تتأذى أجسادهم، أو تقسو قلوبهم مثل قوم النبي. صالح. الله يعذب.

أشياء ذكرها مدائن الصالح في القرآن الكريم

هلاك الله قوم ثمود

ويؤكد لنا كلام النبي عن مدائن صالح أنهم تعرضوا لعقوبة شديدة للغاية بسبب أفعالهم. لأن قبيلة ثمود عرفت بالقوة والشجاعة، مما اضطرهم إلى نحت الجبال وقطع الصخور لبناء المنازل لأنفسهم. أرسل الله النبي صالحا بالناقة معجزة لهم.

فقتلوه، وأنكروا نبي الله، كما استهزأوا بالعذاب الذي حذرهم منه صالح نبي الله إذا قتلوا الناقة، وكان عقابهم شديدا، مما يجعل هذا المكان مكروها إلى يومنا هذا. وكان تفسير الهلاك في هذه الآية الكريمة:
(لقد أرسلنا إليهم صيحة واحدة فكانوا كالنار في الغابة). [سورة القمر: الآية 31].
وفي هذه الآية ذكر الدمار والعذاب الشديد الذي حل بهم، كما ورد ذكر قوم ثمود في هذه الآية أيضًا. (وأما ثمود فأهلكهم الظالمون). [سورة الحاقة: الآية 5]فالظالم صرخة عنيفة تفوق كل الصيحات وتدفعهم إلى خوف شديد يبقيهم في بيوتهم، وهذا ما تثبته هذه الآية الكريمة:
( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في بيوتهم ) [سورة الأعراف: الآية 91].
وكان الصراخ عالياً لدرجة أنه لم يبق هناك أحد، فقُتلوا تماماً، وقد جاء في كتاب الله تعالى:
(أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة حرثوا الأرض وأعمروا فيها أكثر من أهلها وجاءتهم أنبياؤهم بالبينات) وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون). [سورة الروم: الآية 9].
وتشير الآية إلى أن هلاك قوم ثمود هو إشارة لينظر أهل هذه المدينة بعد سنوات قليلة إلى ما حدث للأقوياء الذين لم يطيعوا كلام الله، ويمكن فهم ذلك من الشكل. إن تدمير الجبال التي يسمونها موطنًا هو علامة لنا لنكون متواضعين ونشعر بحضور الله.