وقعت معركة وادي الصفراء عام 1812م، وتعتبر من أقوى المعارك وأكثرها حسماً في تاريخ المملكة العربية السعودية. وقعت المعركة عام 1812م. بين الخيف في وادي الصفراء، بين القوات بقيادة الأمير عبد الله بن، وقوات دولة مصر العثمانية بقيادة طوسون باشا.

عن معركة وادي الصفراء

وكان للأمير عبد الله بن سعود دور كبير في قلب دفة تلك المعركة، وشارك في المعركة أمير ينبع جابر بن جبارة العياشي، الذي كان موالياً للدولة السعودية الأولى.

وانتهت معركة وادي الصفراء بانسحاب طوسون وقوات جيشه من ينبع، وانتصار الجيش السعودي.

ساحة معركة وادي الصفراء

ولما سقطت ينبع أرسل سعود بن عبد العزيز ابنه عبد الله للزحف لقتالهم وأمره بالنزول إلى البر، وعندها اجتمع جنود الحجاز عند عثمان بن عبد الرحمن المديفي، وعسكر أهل قحطان وبيشة في منطقة ينبع. الجديدة.

واختار “عبد الله بن إمام سعود” الذهاب لمقابلتهم، فيما كانت قوات “طوسون” لا تزال في ينبع، فتجمعوا في الخيف وحفروا خندقاً في صوتها وحشدوا الجيش فيه، وهكذا أهل نجد. كانوا في الخندق بقيادة “عبد الله بن الإمام سعود” وفوق الخندق. وفي الجبل أهل الحجاز مع “عثمان بن عبد الرحمن المديفي”.

أحداث معركة وادي الصفراء

مرت معركة وادي الصفراء بالعديد من الأحداث التي لعبت دورًا مهمًا في نتائجها. وهذه الأحداث هي كما يلي:

  • نصبت قوات طوسون باشا الخيام عندما اقتربت من جبل الصفراء وامتطت خيولها وتقدمت. واستمروا في القتال من أجل الحاجز الأول حتى استولوا عليه، وبعد ذلك سقط الحاجز الثاني وتوغلوا في عمق الوادي.
  • وفي ذلك الوقت تقدم أهل الحجاز عثمان بن عبد الرحمن المديفي ومن معه وألقوا السلاح فوق الخندق، ومال بعض قوات طوسون باشا نحو الجانب الأيمن من الجبل، والتقت القوات المرابطة هناك. هم .
  • فتراجعت القوات، وكانت الحرب لا تزال مستمرة، فانهزمت قوات طوسون باشا، ثم انطلقت خلفهم قوات عبد الله بن إمام سعود في الوادي، وألحقوا بهم خسائر فادحة، في الثالث. واليوم الأخير من معركة وادي الزعفران.
  • ونتعرف على تفاصيلها باختصار في الجدول التالي:
المحارب الدولة العثمانية (المصريون) الدولة السعودية الأولى
القادة والزعماء
  • محمد علي باشا
  • طوسون باشا
  • سعود الكبير
  • هادي بن قرملة
  • مسعود بن مدين
  • جابر بن جبارة
  • دحيم بن بسيس
القوى 8000 10.000
الخسائر والتضحيات 5000 قتيل 600 قتيل

تفاصيل معركة وادي الصفراء عام 1812

وبدأت القوات التركية الغازية مسيرتها بعد الاستيلاء على ينبع، وفر أميرها إلى المدينة المنورة، وكان الجيش السعودي بقيادة عبد الله ابن الإمام سعود بن عبد العزيز يستعد للقائهم.

وقدرت القوات السعودية بعشرة آلاف، بينهم نحو ثمانمائة فارس، بينما قدر الجيش العثماني بثمانية آلاف. وفي واد ضيق التقت القوة الرئيسية للجيشين في أحد أودية وادي الصفراء، ودارت حرب شرسة انتهت بهزيمة الأتراك.

وفروا إلى سفنهم في الساحل بعد أن تفرقوا، وقتل منهم خمسة آلاف، وقدرت خسائر السعوديين بستمائة محارب، منهم: هادي بن قرملة، مقرن بن حسن بن مشاري بن سعود، في يناير 1812.

نتائج معركة وادي الصفراء

وفي مناقشة معركة وادي الصفراء عام 1812، كان للنتائج أسباب، فمن خلال ما يلي نتعرف على أهم الأحداث التي جرت خلال المعركة وبالتالي أدت إلى هذه النتيجة:

  • ولما انهزمت الصفوف الأولى من الجيش، نشأ الذعر في الصفوف التي خلفهم، ثم انهار نظام الجيش، واشتدت هزيمة الجنود، وتركوا بنادقهم وأثقالهم وأرزاقهم، و واعتزلوا إلى سفنهم في الساحل، وفي تلك الهزيمة فقد الجيش المصري معظم ذخائره ومدافعه.
  • وبعد عودة الجيش إلى ينبع لم يبق منه إلا ثلاثة آلاف، مع أن الوهابيين الذين دافعوا عن وادي الصفراء كانوا أكثر مهارة في فنون الحرب والمعركة، وإن كانوا أكثر عددا لملاحقة الجيش العثماني بعد هزيمتهم. وكان من الممكن ألا ينجو أحد من الجيش.
  • أرسل طوسون أخبار الهزيمة إلى والده عازياً ذلك إلى إهمال قادته وخلافاتهم، وطلب المؤن لملء الفراغ والثغرات التي ظهرت في صفوفه. وقد تأثر محمد علي كثيراً بهذه الهزيمة.
  • واستدعى القادة المسؤولين عنها في الجيش، وعاد بعضهم إلى مصر وحدهم، فأقالهم محمد علي من مناصبهم، وغضب عليهم، ونفاههم من البلاد، وكان منهم قائد الجيش. وصالح قوش الذي كان له الدور الكبير في مذبحة القلعة للمماليك.
  • لكن تلك الهزيمة في معركة وادي الصفراء لم تضعف عزيمة محمد علي باشا، بل صمدت وجلدت، وواصل الاستعداد لإرسال حملة جديدة إلى الحجاز، وقيل عن ذلك: “إن ولم يتردد باشا، واستمر في إعداد المزيد من الجنود”.
  • ورفع محمد علي نفقات الحملة بفرض ضرائب جديدة على الأهالي وطلب الإتاوات من القرى المصرية، وكان الفلاحون يمرون بحالة فقر وضيق شديدة، فسمح لهم محمد علي بدفع الضرائب مقابل الحبوب. وهكذا كان يزود الجيش في الحجاز.

موقف طوسون باشا

وفي سياق الحديث عن معركة الوادي الصفراء عام 1812، بقي الوهابيون في معاقلهم بعد معركة الوادي الصفراء وانتصارهم، واكتفوا بتحصين مدينتهم وعدم مهاجمة طوسون في ينبع. واستغلتهم طوسون وواصلت استمالة القبائل الواقعة بين المدينة وينبع بالهدايا والأموال، بينما كانوا ينتظرون الطقم المرسل من مصر.

ورأى طوسون أن هذه الطريقة ستفيده أكثر من النصر على الوهابيين، وأنها وسيلة فعالة لهزيمتهم، وقد نجحت خطته بالتأكيد.

وتناثرت صناديق الكساوي والأموال التي أرسلها محمد علي بين القبائل، مما مهد للاستيلاء عليها.

مهنة الأصفر

الجشع هو دائما العامل الأساسي وراء ظهور أي فكرة احتلال، وفيما يلي نقدم لمحات من التفاصيل المحيطة باحتلال الصفراء:

  • حصل طوسون على المعدات والإمدادات وانتقل إلى المدينة. وانضمت إليه قبائل عربية كثيرة، منها عرب حرب وجهينة. وحينها احتل طوسون الصفراء دون مقاومة بفضل العرب المخلصين له ومساندتهم له.
  • وقيل في هذا الصدد: “وفي سنة 1227م، في الأول من أكتوبر 1812م، سيطر الأتراك على عقبة الصفراء دون حرب، بل بالمصالحة والمكر مع العرب، ولم يجدوا أحداً من الوهابيون، وأطلقوا العديد من المدافع من القلعة عندما جاءوا”.
  • تعتبر معركة وادي الصفراء من أكبر وأعظم المعارك التي خاضتها الدولة السعودية الأولى. كان ذلك قبل معركة وادي باسل، وفيما بعد اعتبرت خسارتها إيذاناً بنهاية الدولة السعودية الأولى.

وفي نهاية المقال قمنا بإدراج أهم التفاصيل المتعلقة بمعركة وادي الصفراء عام 1812 وتاريخها وأبرز ما حدث ونتائجها، كما تعرفنا على موقف الأطراف المشاركة فيه.