ربما كانت تجربتي مع الجنين المقعدي واحدة من أسوأ التجارب التي مرت بها المرأة الحامل على الإطلاق. من المعروف أن وضعية الجنين داخل رحم الأنثى تختلف من امرأة لأخرى، وبعض الأوضاع تعتبر غير مريحة. وهي كثيرة، فما خطورة هذه الحالة وما أسبابها؟ كل هذا وأكثر سنتعرف عليه في الفقرات التالية بناءً على تجربتي مع الجنين المقعدي، فتابعونا…

تجربتي مع الجنين المقعدي

شاركت العديد من النساء تجاربهن مع هذا الوضع، وقالن إنهن عانين من هذه الحالة طوال فترة الحمل، وحاولن تغييرها بشتى الطرق، لكن حتى جاء وقت الولادة، أصبحت المهمة أصعب وكانت تجربتي من بين هذه التجارب. التجارب التي ذكرناها فيما يتعلق بالجنين المقعدي هي كما يلي:

  • قالت إحداهن: كنت حاملاً بتوأم وبعد بداية الشهر التاسع لاحظ الطبيب أن أحد الجنينين في وضعية الجنين المقعدي وحاول تغييره لكنه لم ينجح فقرر. وعلى الرغم من حماستي الكبيرة بشأن الولادة الطبيعية، إلا أنني قررت تحديد موعد لإجراء عملية قيصرية وأجريت بالفعل العملية الجراحية لاستئصالهما معًا. “ليس هناك ضرر على الأجنة.”
  • وقالت امرأة أخرى: “كان هذا حملي الأول وأخبرني الطبيب أني مصابة بالمشيمة المنزاحة وأعطاني بعض المثبتات. وعندما اقترب موعد الولادة، قمت بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية وتبين أن الجنين في حالة جيدة”. وكانت في وضعية مقعدية، وفي ذلك الوقت قرر الطبيب إجراء عملية قيصرية حفاظاً على حياة الجنين، “الجنين، وخاصة المشيمة، في وضع غير طبيعي”.
  • وقالت أخرى: “ابنتي كانت في وضعية الجنين المقعدي وعندما علم الطبيب برغبتي الشديدة في الولادة الطبيعية وصف لها العلاج وبعض التمارين البسيطة لتغيير وضعها، وبالفعل تغير الوضع وساءت ابنتي. كانت في وضعية مخاض طبيعية وأنجبت بشكل طبيعي”.
  • أما عن أسوأ تجربة مع الجنين المقعدي، فقد وصفتها والدة إحداهن كالتالي: “ابنتي عانت كثيراً أثناء حملها بسبب هذه الوضعية وحاول طبيبها تسهيل ولادتها، فقررت أنني أريد ذلك”. لإجراء عملية قيصرية لكنها رفضت تماما وأصرت على الولادة الطبيعية، حذرها الطبيب مرات عديدة ولكن دون جدوى، انتظرت حتى موعد الولادة الطبيعي وأثناء الولادة اختنق الجنين ومات ثم زوجتي. وكانت ابنتها تعاني من تسمم الحمل وحاول الأطباء علاجها حتى وفاتها”.

ماذا يعني وضع الجنين المقعدي؟

وهي إحدى الأوضاع التي يتخذها الجنين في بطن أمه، وهذه الوضعية التي تتميز بأن يكون رأس الجنين متجهاً للأعلى وظهر الجنين وقدميه متجهة للأسفل، تسمى (الوضعية المقعدية). وهذا أمر طبيعي في الفترة الأولى من الحمل، ولكن مع اقتراب موعد الولادة واستمرارها تبدأ المشاكل في الظهور ويتطلب الأمر تدخلات طبية لولادة الطفل بأمان دون الإضرار بالجنين والأم والرحم. .

متى تتغير وضعية الجنين استعداداً للولادة؟

في الحالات الطبيعية، يبدأ وضع الجنين المقعدي بالتغير اعتبارًا من الأسبوع السادس والثلاثين فصاعدًا، حيث يكون رأسه متجهًا للأسفل وقدميه متجهتين للأعلى. وهذا ما يسمى بوضعية التحضير للولادة. ولذلك فهو يشكل خطراً كبيراً ويتطلب التدخل لحماية صحة الأم والجنين.

ما هي أنواع وضعيات الجنين المقعدية؟

هناك ثلاثة أنواع من هذه الوضعية: الأول هو الوضع المقعدي المفتوح، والثاني هو الوضع المقعدي الكامل، والثالث هو الوضع المقعدي الممتد، ويمكننا توضيح الفرق بينهما من خلال النقاط التالية:

من الواضح أن الموقف الخلفي

  • وهو الأكثر شيوعًا بين الأنواع الثلاثة.
  • الرأس متجهاً للأعلى، والمقعد متجهاً للأسفل، والقدمان ممتدتان نحو الرأس، دون أي ثني أو ثني في الركبتين.

موقف المؤخرة الكامل

  • ارفع رأسك كما هو الحال دائما.
  • يتم ثني القدمين عند الركبتين، بحيث تكون متجهة للأسفل ومستوية تقريبًا مع المقعد.

وضعية ممتدة للقدم

  • أثناء الولادة، يكون الرأس للأعلى والمؤخرة للأسفل.
  • تمتد إحدى القدمين إلى أسفل مستوى الورك، لذلك يحاول الجنين في هذه الوضعية النزول بقدميه بدلاً من رأسه أثناء الولادة.

ننصحك بالقراءة

أسباب وضعية الجنين المقعدية

ويعود استمرار هذه الحالة مع اقتراب موعد الولادة إلى أسباب مختلفة، ورغم أن هذه الأسباب غير مثبتة علميا إلا أنها العامل الرئيسي في ظهور هذه المشكلة ويمكننا سردها على النحو التالي:

  • ينبغي أن يكون هذا هو الحمل الأول للمرأة وبما أنها التجربة الأولى، سيكون هناك بعض الانزعاج.
  • في حالات الحمل التي يوجد فيها توأم أو أكثر من الأجنة ولا تسمح مساحة الرحم لكلاهما بالاستلقاء في نفس الوضع، يبقى أحدهما في هذا الوضع دون الآخر.
  • حالات الولادة المبكرة هي أنه لم يحن الوقت بعد لتغيير الوضعية.
  • – تكرار الحمل أثناء فترات الحيض المتكررة، وبالتالي عدم تحضير الرحم بشكل كافي.
  • خلل في كمية السائل الجنيني (السائل الأمنيوسي) يقلل من إمكانية حركة الجنين وتغيير وضعه بسبب نقص أو زيادة كميته بشكل مفرط.
  • مشاكل في شكل الرحم أو الأورام الليفية الرحمية.
  • المراضة المرتبطة بالمشيمة، مثل المشيمة المنزاحة أو المعلقة بشكل منخفض.

كيفية تشخيص وضعية الجنين المقعدية

وقد تمكن الطبيب المعالج من استكشاف هذه الوضعية من خلال طرق مختلفة لتحديد مكان رأس الجنين، وهو الأكثر أهمية في الأسابيع الأخيرة من الحمل، ومن هذه الطرق:

  • يتم تحسس مناطق معينة من بطن المرأة الحامل باليد، ولكن هذه الطريقة لا تعتبر دقيقة بما فيه الكفاية.
  • إن استخدام الموجات فوق الصوتية، التي تظهر شكل الجنين وموضعه بدقة متناهية، يحل المشكلة.

كيف نتعامل مع الوضعية المؤخرة للجنين قبل وأثناء المخاض؟

ويبدأ القلق عندما تستمر هذه الوضعية حتى بعد الوصول إلى الأسبوع السابع والثلاثين، حيث يبدأ الطبيب بالتدخلات الطبية لتغيير وضعية الجنين باستخدام تقنية (ECV) التي تستخدم لتدليك بطن الأم. تحريك الجنين عن طريق تطبيق قوة ضغط آمنة على الجسم. يتم تحفيز الجنين على الحركة بحيث يتم بذل كل الجهود للحفاظ على قدرة الأم على الولادة بشكل طبيعي دون اللجوء إلى الولادة القيصرية، إلا أن هذه التقنية تنجح في 50% فقط من الحالات.

وفي الحالات التي لا تستجيب لهذه التقنية فإن المسار الصحيح هو إما الولادة القيصرية أو خيار الولادة الطبيعية، وذلك حسب ما يراه الطبيب، ولكن يجب توافر بعض الشروط حتى تتم الولادة. نقوم بمراجعة أطباء متخصصين وندرجهم على النحو التالي:

الولادة القيصرية

  • يحدد الطبيب موعد الولادة قبل بداية المخاض وعادة بعد الثلث الأول من الشهر التاسع.
  • إنه أكثر أمانًا لحماية حياة الأم والجنين.
  • يحمي الأم من خطر الإصابة بتسمم الحمل.
  • إنها مناسبة للمشيمة ذات الموضع غير الطبيعي مثل المشيمة المنزاحة.
  • إنه الخيار المثالي للجنين المقعدي ذو الساق الممتدة.
  • ويلجأ الطبيب إلى ذلك في حالة وجود أجنة كبيرة الحجم لا تتناسب مع حجم فتحة عنق الرحم.

الولادة الطبيعية

  • إذا كان جسد المرأة لا يتحمل الولادة القيصرية والتخدير، يلجأ الطبيب إلى ذلك.
  • في حالة الوصول إلى وقت الافتتاح الطبيعي.
  • إذا وجد الطبيب تمددًا كافيًا لعنق الرحم لإزالة الجنين بنجاح وأمان.
  • لا يوجد أي مؤشر على أن الجنين يعاني من مشكلة في القلب.
  • حالات الجنين المقعدي الصريح.
  • توافق حجم الجنين مع عنق الرحم.

وبذلك نكون قد شاركتكم تجربتي مع الجنين المقعدي، ولمعرفة المزيد يمكنك ترك تعليق أسفل المقال وسنقوم بالرد عليك فوراً.