تلعب الصحة النفسية للفرد دوراً كبيراً في تشكيل شخصيته، لذا فهي من أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها في مرحلة الطفولة، لأنها تؤثر على شخصية الفرد، فإما أن يصبح إنساناً عادياً ومفيداً ومنتجاً أو يصبح منطوياً، منعزلاً، ذو شخصية ضعيفة مضطربة.

مقدمة لأبحاث الصحة النفسية ومكوناتها

فالحالة النفسية السليمة تمكن الفرد من العيش دون ضغط أو توتر. إنه يخلق شخصًا معًا يمكنه تحمل المسؤولية … ومنخرطًا في المجتمع. ولا تسيطر عليه عواطفه ومشاعره، بل يروضها. هو يريد.

مفهوم الصحة النفسية

الصحة النفسية هي حالة من الرفاهية تمكن الفرد من أداء وظيفته في الحياة والقدرة على تحمل كافة المعوقات والأزمات النفسية التي يتعرض لها الفرد.

وهذا ما يقوله علماء النفس:

“حالة تمكن الشخص من التغلب على ضغوط الحياة، وتحقيق إمكاناته، والتعلم والعمل بشكل جيد، والمساهمة في مجتمعه”.

بينما يقول آخرون أنه:

“حالة من الراحة الجسدية والنفسية والاجتماعية وليس انعدام المرض”.

يختلف الأشخاص الأصحاء نفسياً!

الصحة النفسية دائماً قابلة للزيادة والنقصان، لكن الحالة النفسية للفرد تبقى ثابتة نسبياً ويتم قياس الإنسان بمقدار الصحة النفسية التي يتمتع بها على عدة مستويات:

  • الأشخاص الأصحاء نفسياً بدرجة عالية: وهم أشخاص قليلون في المجتمع. وهم معروفون بأخطائهم القليلة، وعندما يتصرفون وينجحون تظهر عليهم علامات واضحة على الصحة العقلية. وهم معروفون بين علماء النفس بسلوكيات جيدة مكنتهم من تحقيق أشياء جيدة في المجتمع.
  • أصحاب الصحة النفسية فوق المتوسطة: هم قريبون جدًا من المستوى العالي، لكن قلوبهم سليمة ومليئة بالتقوى. ويمثلون 13.5% من المجتمع وتظهر عليهم علامات الصحة النفسية.
  • العوام: يشكلون حوالي 68% من المجتمع، ويتمتعون بصحة نفسية متوسطة. ومن الممكن أن يخطئوا أو يعانون من الضعف أو أن ينحرفوا، لكن ذلك لا يمنعهم من تحمل المسؤولية. تظهر عليهم علامات الصحة النفسية في أوقات الرخاء والسعادة، بينما تضعف في أوقات الشدة.
  • الضعفاء العقليون بشكل واضح: ويشكلون حوالي 13.5% من المجتمع. وقد تنقص أو تزيد صحتهم النفسية، وكثيراً ما يخطئون، وتزداد انحرافاتهم أيضاً، حتى أنها قد تؤثر على منزلتهم عند الله تعالى. إنهم بحاجة إلى الرعاية والمساعدة من المتخصصين.
  • – المصابون بالضعف العقلي بدرجة كبيرة: ويشكلون حوالي 2.5% من المجتمع. إنهم يتمتعون بحالة نفسية متدنية للغاية، ومنقطعون عن كل اتصال بالواقع، ولا يستطيعون تحمل المسؤولية، ووجودهم في المجتمع في خطر. أنها تسبب انحرافات خطيرة واضطرابات خطيرة.

أهمية الصحة النفسية للفرد والمجتمع

  • القدرة على الانخراط في المجتمع والتعاون والمحبة.
  • لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
  • القدرة على الابتكار والإبداع.
  • النمو التربوي الصحيح الذي يضمن وجود مجتمع سليم يتمتع بالأخلاق والقيم والعلاقات الطيبة.
  • القدرة على استخدام الطاقات والقدرات في المجالات المختلفة.
  • التحرر من الأنماط السلوكية غير الطبيعية، والتخلص من الأمراض والعلل الموجودة في المجتمع.
  • يساعد الفرد على التحكم في كافة انفعالاته والتحكم في مشاعره.
  • تحقيق الاستقرار الذاتي للشخص، وتخليصه من التوتر، وتحقيق الثقة بالنفس.
  • إن العمل بإيجابية وكفاءة، واستخدام المهارات والقدرات بشكل صحيح، يعود بالنفع على الفرد والمجتمع.

مظاهر الصحة النفسية

  • التفوق العقلي: ويعني أن الفرد قادر على الإنجاز والفهم، ويمتلك درجة من الذكاء العقلي تسمح له بالتفوق دراسياً، فنقص الصحة النفسية لدى الفرد يعيق تركيزه، أو قدرته على التركيز ويجعله مشوشاً.
  • التوازن العاطفي: وهو أن يكون للفرد رد فعل متوازن، أي أن يتعامل مع الموقف بشكل سليم ولا يكون بارداً في رد فعله، ولا يظهر لامبالاة، بل يتمتع بتفكير حكيم وعقلاني.
  • العلاقات الاجتماعية: من أكثر الدلالات على صحة الفرد النفسية، فالفرد السليم نفسياً يستطيع تكوين علاقات اجتماعية كثيرة، وله أصدقاء كثر، ولا يحب الوحدة ويشعر بالأمان، أما المريض النفسي فهو دائماً خائف ومضطرب وحذر جداً في التعامل. من الناس، الآخرين.
  • الدوافع: والمقصود بالدوافع المختلفة التي تعبر عن تصرفات الإنسان المختلفة، مثل الدوافع العضوية وهي نتيجة الجوع والعطش والشعور بالألم، والدوافع الانفعالية وهي مشاعر الحب والكراهية والغضب والألم. ونحو ذلك، وغيرها من الدوافع المرتبطة بالقيم، والتي تتمثل في الأشياء التي يؤمن بها الإنسان، كالخير والشر ونحو ذلك.

العوامل المؤثرة على الصحة النفسية

  • الفقر أو الوضع الاجتماعي المتدني.
  • العيش في بيئة ملوثة أو معادية.
  • العزلة والبعد عن المجتمع.
  • التعرض للإساءة سواء كانت نفسية أو جسدية أو جنسية.
  • التمييز والفصل
  • يؤثر التدخين على الحالة النفسية بشكل كبير.
  • بيئة العمل المجهدة والمحبطة
  • عائلة غير كافية.

كيفية الحفاظ على الصحة النفسية

1- التواصل مع الآخرين

إن التفاعل مع الآخرين والحديث معهم يمكن الفرد من تكوين علاقات قوية وروابط متعددة مع المجتمع، مما يمكنه من أن يكون له داعمين ومساعدين في الأزمات.

2- إدارة الضغط

ومن المهم جداً أن ينتبه الإنسان إلى ما يسبب له الضغط النفسي ويراقب ردة فعله تجاهه، مما يساعده على التعامل مع الضغط النفسي بشكل سليم وعدم التأثر به.

3- النوم والراحة بشكل أفضل

من المعروف أن النوم من أكثر الأشياء التي تجدد نشاط الجسم والعقل، لذا احرصي على الحصول على قسط من الراحة والحصول على قسط كافٍ من النوم. إذا لم تتمكن من النوم، فلا تستخدم هاتفك أو هاتفك، بل اقرأ كتابًا لمدة نصف ساعة ثم نام مرة أخرى.

4- إتباع نظام غذائي متوازن

لأن النظام الغذائي الجيد يرفعك ويجعلك تشعر بالنشاط، مما يزيد من الصحة النفسية.

5- ممارسة الرياضة

لذلك تساعد القيادة على إفراز العديد من الهرمونات التي تعمل على تحسين الحالة المزاجية للإنسان وتضمن صحته النفسية، بالإضافة إلى أنها تعمل على تقليل التوتر بشكل ملحوظ.

6- الابتعاد عن الكحول أو الكافيين

وذلك لأن هذه الأمور لا تساعد الإنسان على الشعور بالسعادة كما يعتقد البعض، بل تزيدها سوءاً على المدى الطويل.

7- تحدى نفسك

إذا شعرت بالضعف وتدهورت صحتك النفسية، يمكنك أن تتعلم مهارة جديدة، أو تضع خطة لهدف جديد، مع الالتزام الكامل به، فهذا من شأنه تحسين صحتك العقلية والنفسية.

8- فكر في اليوم

في كثير من الأحيان يكون التفكير في المستقبل أو الماضي مرهقًا ومتعبًا للغاية، لذا توقف عن التفكير فيما هو أقل من اليوم، وعش اللحظة ولا تفكر في الأشياء التي تثبط عزيمتك أو تحبطك.

9- اطلب المساعدة

إذا كنت تعاني من تدهور الصحة النفسية، فلا تتردد في طلب المساعدة من الآخرين، سواء كان ذلك من الأصدقاء أو المختصين أو الأقارب والعائلة.

خاتمة البحث في الصحة النفسية

أكثر ما يحسن الصحة النفسية للإنسان هي مرحلة الطفولة. على عكس ما يظنه البعض أن الطفل ليس لديه مشاعر أو عواطف، فإن أكثر ما يسبب ظهور فرد غير صحي نفسياً هو إساءة معاملته في مرحلة الطفولة وعدم احترام مشاعره وعواطفه.

ولذلك يجب الاهتمام بالصحة النفسية بشكل كامل ووضعها في المقام الأول… ولا تختلف عن صحة الفرد.

تحميل أبحاث الصحة النفسية بصيغة PDF

الصحة النفسية من أثمن الممتلكات التي يمتلكها الفرد، لذلك يجب على الفرد أن يحرص على الحفاظ على صحته النفسية، حتى يصبح إنساناً مفيداً يؤثر ويتأثر بالمجتمع.

الأسئلة الشائعة

  • ما هي مشاكل الصحة العقلية؟

    هناك العديد من المشاكل والأمراض النفسية التي تختلف في شدتها وخطورتها، ومنها: الاكتئاب، والخدار، والأرق، والفصام.

  • ما هي علامات المرض النفسي؟

    كثيرة… منها: الشعور بالحزن أو الاكتئاب المفرط وغير المبرر، التعب الشديد وانخفاض الطاقة، صعوبة في النوم، التغيرات الحادة والمفاجئة في المزاج… وغيرها.

  • متى يكون المرض النفسي خطيرا؟

    إذا كان مصحوباً باضطرابات نفسية عنيفة مع الآخرين.