الخوف من الفضيحة بعد التوبة هو من الانفعالات والوساوس التي تصيب الإنسان الذي ارتكب الذنب، وخاصة الكبيرة منه، وعلى الرغم من أنه تائب، إلا أنه يجب أن يشعر أن الله لا يحبه ولا يرضى عنه. وسنناقش الموضوع بالتفصيل..

الخوف من الفضيحة بعد التوبة

يجب على الشخص المتدين أن يخاف الله دائمًا، وطبعًا من الطبيعي أن يخاف من عقابه عندما يتغلب عليه الشيطان أو نفسه ويرتكب أخطاء لا يحبها الله، ولكن هناك أيضًا من يعيش حياته يفكر في هذا الأمر. ما كان مخفيا في الماضي يمكن أن يظهر الآن أو في المستقبل.

ولكن الله عز وجل يقبل من عباده التوبة النصوح التي لا تحتوي على كذب. لأنه يعلم ما في قلب الإنسان وما في نفسه، ومهما أخطأ ثم رجع. ولا يستطيع أن يبين طريق الهداية لمن حوله لأنه ستار.

لكن إذا كان هذا نوعاً من الاختبار الذي قد يتعرض له في حياته الدنيوية، فعليه أن يصبر ولا يعود إلى طريق الضلال أبداً. لأن هناك أشياء لا يمكن فهمها. لأن الله يعلم كل شيء. غير مرئي.

ومن الممكن أيضاً أن يكون شرح الشيء مفيداً للعبد ليكتشف من يحبه حقاً ومن يستطيع أن يتخلى عنه إذا أخطأ بغير علم، وينبغي للعبد أن يحسن الظن بالله طوال حياته. وقد بين الله لعباده في كتابه أنه شديد الغفور ويغفر لذنوب عباده مهما عظمت.

الإصرار على التوبة

ونواصل موضوع الخوف من الفضيحة بعد التوبة وفي هذه الفقرة نتطرق إلى أمر مهم وهو أن الصبر بعد التوبة له أثر كبير في ستر العبد بعد ارتكاب الذنب.

وعلى العبد أن يصبر ويبتعد عن كل ما يتعرض له من أذى من الشيطان وأشرار من حوله، وفي ذلك أجر عظيم كالصبر على الشعور بالخوف والقلق من غضب الله. فإن الخزي والصبر عليه جزاء من رب العالمين.

وكما جاء في القرآن من قبل، بشر الله عبده الصابر فقال:
{ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين.} [البقرة: 155].
فقال: لأن المؤمن متمسك بقرب الله، ولا يفكر في ذنوبه الماضية مخافة تنفره من الله، ويطمئن قلبه:
{يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا. ولعل ربك يكفر عنك سيئاتك ويدخلك جنات تجري من تحتك. هذا اليوم الذي لا يخزي الله فيه النبي والذين آمنوا معه. وينفجر نورهم بين أيديهم، وهم يقولون بأيمانهم: “ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا”. بالتأكيد أنت على كل شيء قدير.} [التحريم: 8].
وهذه الآية نصيحة واضحة لكل عباد الله المؤمنين به ولكنهم خطاة؛ فيرجعون ويصبرون على الهدى والتوبة النصوح. ويوم القيامة يكون نورهم أمامهم حتى يثبتوا على الصراط المستقيم، ويدعون الله أن لا يطفئ نورهم كما أطفأ نور المنافقين.

كيفية الإصرار على التوبة

وعندما نتحدث عن الخوف من الفضيحة بعد التوبة، نوضح لك كيف يمكن للإنسان أن يصر على التوبة حتى ينال رضى الله، وكلنا نعلم أن الرجوع إلى الذنب هو أسهل شيء، ولكن آثاره على العبد سيئة.

إن الثبات على الهدى يحتاج إلى جهد في مقاومة الشهوات لأنها شاقة على النفس، ولكن في النهاية الجزاء الجنة بإذن الله، ولكي يتم ذلك يجب على الإنسان أن يقوم بما يلي:

  • التوقف عن ارتكاب صغار الذنوب التي يراها العبد عادية. لأن هذه هي الأبواب التي يدخل منها الشيطان وتجعله يكثر حتى يصل إلى الذنوب العظيمة من جديد.
  • إذا ارتكبت خطيئة في لحظة ضعف، فلا ينبغي للمرء أن ييأس ويلجأ فوراً إلى طلب المغفرة.
  • الانتظام في الصلاة، لأنها من أصول صفات العبد الصالح. ولا يمكن الحرص على فعل الخيرات كلها وترك الصلاة لأن هذا ذنب عظيم. كما أنه يمنع الفحشاء والمنكر. وينقي الشخص.
  • إن الاستماع إلى الدروس والمواعظ الدينية من رجال الدين الخبراء يسمح للعبد بمعرفة الله أكثر.
  • تقوية النفس وتذكيرها بآيات الله تعالى المشتملة على جميع النصائح الصحيحة.
  • ومن الممكن للإنسان الذي يشغل نفسه بالأعمال الصالحة حتى لا يفكر في الخطيئة مرة أخرى، أن يمارس أنشطة مثل القراءة والرياضة.
  • أن يبحث عن صداقات صالحة تهدي الناس إلى الهدى والطريق الصحيح والصبر، ويتجنب صداقات السوء التي تثير غضب الله، ولا تشجع إلا من معه على الإثم.
  • ورغبة الإخلاص والمثابرة على التوبة والجهاد يجب أن تنبع من القلب.
  • المشاركة في فعل الخير ومساعدة الفقراء ابتغاء فضل الله.
  • طلب المثابرة على كثرة الصلاة والتوبة والانتصار على شهوة النفس.
  • الصدقة تطهر الناس من ذنوبهم.

ننصحك بالقراءة

متى سينكسر الغطاء؟

بعد التطرق إلى الخوف من الفضيحة بعد التوبة، نجيب على سؤال مهم يدور في أذهان كثير من العباد: متى يكشف الله عبده الخاطئ الذي ارتكب الفاحشة، وهل سينفتح الستار في الأحداث التالية؟ حالات:

1-إنتهاك هوية شخص آخر

فكيف يتمنى العبد الذي يكشف ذنوب غيره أن يستر الله عليه ذنوبه؟ وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين بعدم فضح الآخرين، لأنه ستر الله للعبد.

وفيما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب دنياه فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة؛ ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، وكان الله في عون العبد ما كان عبدا. يساعد أخيه.” [صحيح المسند].

2- فقدان العبد حماية نفسه

فلا يمكن لعبد يتباهى بمعصيته بين يدي الله أن يستره الله، لحديث أبي هريرة التالي حيث يقول:
سمعت رسول الله يقول:كل أمتي سيُشفى إلا من جاهر به، ومن الواضح أن الرجل يعمل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله تعالى، فيقول: عملت بالأمس كذا وكذا. فقال: ستره ربه بالليل، وأصبح ستره الله تعالى، فتبين أنه كان يستره.” [صحيح المسند].

3- انتهاء رصيد الضمان

كل شخص لديه مصدر للاختباء. المهم أنه بعد العلم بأن الله غفور، إذا استمر العبد في الذنب دون أن يتذكر العقوبة، فقد يشتد غضبه عليه. إذا لم يخاف الإنسان يمكن كشف ستره. يوم يرجع إلى الله فيصر على الذنوب…

دعاء خوفا من الفضيحة

وفي إطار موضوعنا الخوف من الفضيحة بعد التوبة، نبين أن الصلاة شيء مهم في حياة كل إنسان، فلا بد من الالتزام بها في السراء والضراء، وهذا بالإضافة إلى السؤال. للرزق من الله . وهي اللذة والمغفرة بعد الوقوع في الذنوب، وهي من أكثر الأدعية التي تمس قلب العبد وتطمئنه، والتواضع للرب هو:

  • ربي أنا عبدك المذنب الذي أذنب بغير علم أتيت بابك آملا أن تغفر لي وتغفر لي، إلهي بحق رحمتك الشاملة أسألك أن لا تكشف عني خطيئة.
  • اللهم إني أسألك أن تسترني بعزك وكرمك فوق الأرض وتحت الأرض ويوم القيامة.
  • اللهمّ لا تجعل ذنوبي وخطيئتي تمنع قبول صلاتي، ولا تفضح دنياي.
  • اللهم أنت تعلم ما في النفوس، وتعلم ما في نفسي وما في قلبي؛ ثم اغفر لي بفضلك ومغفرتك.
  • اللهمّ أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما عندي. أعوذ بك من نعمتك علي، وأعوذ بك من شر ما صنعت، اغفر لي ذنوبي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت..
  • إلهي أسألك بفضلك أن تستر ذنوبي عن أعين الخلائق، وأن تستجيب دعائي، وتثبتني على الصراط المستقيم.
  • اللهمّ لا تيأس منك ولا تسمح للذنوب أن تسيطر على قلبي، اللهمّ إني أسألك أن تنير بصري وطريقي، أسألك أن تنقذني من ضلالات وأوهام الشيطان. نفسي.
  • إلهي اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهديني لأحسن الأخلاق إلا أنت، لا يكشف عني شرك، لا يكشف عني شرك إلا أنت. الأمر في أيديكم، والشر ليس في أيديكم. أنا بك ومعك تباركت وتعالى. أستغفرك وأتوب إليك.
  • اللهم إني أعوذ بك من الخزي والذل والحسرة، رب لا تغلق في وجهي أبواب رحمتك الواسعة.
  • اللَّهُمَّ إني أسألك باسم أعظم من دُعي إليك، استجب لي، ولا تفضحني للناس، ولا تكشف ما أخفي، واغفر لي ولا تعذبني في سائر حياتي. حياة. الدنيا والآخرة.
  • اللهم لا تجعل ذنوبي تقطع رزقي وتحرمني الجنة، اللهم إني وكلت أمري إليك، فارزقني الصحة والثبات على التوبة النصوح.
  • اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنوبي فاغفر ذنوبي كلها فإنه لا يغفر الذنوب غيرك . .

الخوف من الفضيحة بعد التوبة من صفات العباد الصالحين، لأنهم حقا يخافون الله، فإذا كان الإنسان يخاف عذاب الدنيا والآخرة فليعلم أنه على طريق الكرامة. ومهما فعل، فلا ينبغي له أن يشعر بالملل ويستمر في المحاولة. لأن الله يحب التائبين والراجعين.