المعاملة القانونية للجار المضر هي إحدى القضايا التي يتساءل عنها الكثير من الأشخاص الذين تعرضوا للأذى من جيرانهم، فإذا لم يرغب الإنسان في الرد على سوء معاملة جاره فإنه سيسعى حتماً إلى إمكانية اتخاذ الإجراءات القانونية. يوصي الإسلام بحسن معاملة الجيران، ونوضح فيما يلي كيفية معاملة الجيران بشكل جيد، حتى لو كانوا مؤذيين، والإجراءات القانونية التي يمكن اتخاذها ضد الجيران المضرين.

السلوك القانوني مع جار ضار

ومن حيث تحديد السلوك القانوني مع الجار الضار، يمكننا القول أن نظام المملكة العربية السعودية من أهم القوانين وينص على عقوبات صارمة للأشخاص الذين يزعجون جيرانهم أو يتسببون في أي نوع من أنواع الأذى النفسي أو الجسدي. حماية حقوق الجار ومنع إيذائه داخلياً… وتشمل المملكة:

  • يعاقب بالسجن المواطن الذي يؤذي أو يسبب أي إزعاج لأحد جيرانه، ويمكن أن تتراوح مدة حبس هذا الشخص من ثلاثين يوماً إلى سنة.
  • ويضمن القانون السعودي حق هذا المواطن إذا قام شخص بالاعتداء على جيرانه أو التسبب في أي ضرر لهم من خلال فرض غرامة مالية تتراوح بين خمسة آلاف ريال سعودي على هذا الجار المسيء. وقد يصل إلى خمسين ألف ريال.
  • ويقدر الجار الضار حسب درجة الأذى الذي يلحقه بجاره، فمثلا إذا تسبب الجار في إيذاء جاره نفسيا بالسب أو القذف فإن هذا الوضع يقدر حسب كتاب الله عز وجل. ومن قذف المحصنات فجلده ثمانين جلدة كما جاء في القرآن الكريم.
  • إذا احتفظ أي شخص بحيوانات أو طيور في منزله وتسبب في أي ضرر لجاره، فإن القانون السعودي لا يتسامح مع ذلك ويفرض عقوبات.

حكم الإسلام في التعامل مع جيران الأذى

وبعد أن تعلمنا كيفية التعامل مع الجار الضار شرعا، ينبغي لنا أيضا أن نعرف حكم الشرع في التعامل مع الجار الضار، فقد أوضح دين الإسلام الأصول التي يجب اتباعها في حالة حدوث أذى من الجار.

وقد أوضح الإسلام أن أفضل طريقة لمعالجة هذا الضرر هو أن ينصح المصاب جاره ويوضح له حجم الضرر الذي لحق به بسبب هذه اللوحات. وبعد اتباع هذه التوصيات ينبغي لمن أصابه الخسارة أن يصبر ويطلب إصلاح حاله بالله تعالى.

وإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يتحمل أو يصبر على هذا الضرر، فعليه أن يشكو جاره إلى الجهات المسؤولة. قال أبو هريرة (رضي الله عنه): (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكى جاره، فقال: اذهب اصبر، ثم جاء الثانية فقال: اذهب اصبر، في الثالثة أو الرابعة قال: اذهب وألق متاعك على الطريق، فألقى متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه، فيقص عليهم قصته، فجعل الناس يشتمونه، ففعل كذا وكذا. فأتاه جاره فقال: ارجع فلا ترى مني شيئا تكره، فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم سلام باريش..

ننصحك بالقراءة

وقد ورد في الحديث أيضاً فضل الجار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما زال جبرائيل ينصحني بحماية جاري حتى ظن أن جاري سوف يرث). ولذلك فإن من أعظم الأعمال التي يثاب عليها المسلم الصبر على جاره واحتمال الأذى.

وفي رواية عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، وجاره من لا يأمن مصائبه). وقال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره). وخير دليل على ضرورة الصبر على جيراننا وحسن معاملتهم في هذه الأحاديث.

نصائح للتعامل مع الجار الضار

هناك عدد من النصائح التي يمكن الاعتماد عليها عند التعامل مع الجار الضار وهذه النصائح هي كما يلي:

  • ولا ينبغي لك أن تجبر شخصاً آخر على الذهاب إلى جارك واتهامه، بل ينبغي أن يأتي الاتهام منك شخصياً.
  • حاول قدر الإمكان ألا تدخل في جدال حاد مع جارك أو تستفزه، بل على العكس يجب أن تتحدث معه بهدوء حتى لا تتفاقم القضية التي تزعجك.
  • من الضروري أن تكون عادلاً عند شرح المشكلة التي تزعجك وما يفعله جارك، لأنه في حالة الظلم، لن يحقق الجار رغباتك مهما تعرضت للأذى.
  • يجب عليك أيضًا أن تراعي جارك فيما يتعلق بأسبابه في المشكلة التي تزعجك، لأنه من المحتمل جدًا أن جارك لا يضايقك عن قصد.

إذا تعرض أحد للأذى من جاره فعليه أن يتحلى بالصبر والحكمة في البداية، ثم يتحدث معه بأسلوب ودود، فإذا فشلت هذه الطرق يمكن اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة.