يمثل تاريخ القبائل والعشائر جزءاً مهماً من تراث الشعب، فهو يحكي القصص القديمة عن مكان إقامتهم وتاريخهم الحافل بالتحديات والإنجازات. ومن هذه القبائل طسم وجديس، التي يمثل تاريخها وأماكن تواجدها جزءاً من الثراء الثقافي والتاريخي للمنطقة التي عاشوا فيها.

أين عاشت طسم وجديس؟

وكانت طسم وجديس تسكن منطقة اليمامة وضواحيها. وعاشت هاتان القبيلتان في القرن الأول قبل الميلاد، وتمتعتا بشهرة كبيرة بين قبائل شبه الجزيرة العربية. وتنحدر جديس من الجد الأكبر جديس بن عابر بن نوح.

وبينما ترتبط طسم بالجد طسم بن لاوث بن إرم بن سام بن نوح، يلاحظ أن نسب هاتين القبيلتين موثق بشكل صحيح في الكتب ويعتبر كاملا، مما يجعلهما جزءا أساسيا من السجل التاريخي والثقافي من المنطقة .

موطن ال منطقة اليمامة، البحرين
جدها الأكبر طسم بن لوث بن إرم بن سام بن نوح

قصة طسم وجديس

وقد اشتهرت قصتهم، وتناقلتها الأجيال، وأصبحت رواية مشهورة في جميع أنحاء الجزيرة العربية. وقد ترك أفراد هاتين القبيلتين بصمتهم الثقافية على هذه المنطقة الشاسعة، حيث كانت جديس في ذلك الوقت تحت حكم طسم.

كانت تابعة لرجل اسمه عمليق، وصاحبت سيطرته على القبيلتين قسوة وطغيان، واستمر في إحباط آمال وطموحات أفراد القبيلتين، مما دفع أبناء جدي إلى التمرد عليه.

قام أهل ال بمخاطرة كبيرة وقتلوا عماليق وكل من تعاون معه أو انضم إلى حاشيته، وكان هذا العمل الشجاع هو السبب الرئيسي لشهرة جديس.

وأصبحت من أبرز القبائل في المنطقة، لكن للأسف اندثرت هذه ال مع الزمن، لكن إرثها وذكراها باق في قصص وأشعار الشعراء الذين وصفوا عمليق بقسوته وظلمه في أعمالهم الأدبية.

تبدو:

أصل طسم وجديس وكيف تم إبادتهم

وكان لهاتين القبيلتين حضور بارز وكبير، وتوزع أفرادهما على مناطق مختلفة في الجزيرة العربية، حيث توجد آثارهم في اليمامة وعمان والبحرين.

ويعتقد أن تاريخ طسم يعود إلى طسم بن لاوث، ويعتقد أن موطنهم كان يقع في البحرين، بينما تعود أصول جديس إما إلى جديس بن غثر بن إرم أو جديس بن لوث بن سام. ويعتقد أن موطنهم الرئيسي كان في منطقة اليمامة.

وبهذا يظهر توزيع وتاريخ هاتين القبيلتين بشكل أوضح، حيث توزعت أماكن إقامتهما على مناطق مختلفة من شبه الجزيرة العربية، مما يبرز التنوع الثقافي والتاريخي لهذه القبائل في منطقة شبه الجزيرة العربية.

أما إبادة ال، فبعد القضاء على عمليق، أدى هذا الصراع الدموي إلى اندلاع حرب أحدثت دماراً كبيراً لقبائل طسم وجديس، وجاء بعد ذلك بنو حنيفة الذين سيطروا على المنطقة عندما وقد استعادت اليمامة من كندة في الفترة التي ظهر فيها الإسلام في تلك المنطقة.

تبدو:

ملك طسم أملوك

أما الملك عملوك الذي كان حاكم طسم، فقد وصفته كلمات كثيرة وتناولت رفضه ل جديس، بما في ذلك سلوكه الذي اتسم بالظلم والطغيان، وأوردت بعض هذه الأقوال:

وعندما جاء شقيق طسم ليحكم بيننا، انتهى به الأمر إلى إصدار قرار غير مناسب وغير عادل.

ولم يتجنب الحكم، ولم يكن مؤهلاً للحكم بالعدل.

لقد ندمت على القرار، لكنني لم أندم على عرضي، وندمت على موقفي القضائي.

لا أحد يُعامل بقسوة كما فعل أملوك مع جاديس. هل هذه هي المعاملة التي نقبلها لعرائسنا؟

وكان يعامل النساء بقسوة ويعطي مهرهن القليل رغم ثرائهن وكثرتهن.

ما أجمل أن تعامل المرأة بكرامة، لكن عليكم أنتم أيها الرجال أن تفهموا قيمة الاحترام.

إذا لم نغضب من هذه التجاوزات، فلنكن رجالًا لا يستحقون الاحترام، ولتكن نفوسنا أهم من الذل.

فإذا رفضنا هذا السلوك فلنتحلى بالشجاعة ولنقف ضد الظلم والطغيان.

إذا لم تكن غاضبًا بعد، فلنكن رجالًا حقيقيين ولا نقبل هذه الإهانات.

تستحق المرأة المزيد من الاحترام وليست مجرد ملابس زفاف وملابس أطفال.

دعونا نتحدى هذا السلوك ونستعد للموت من السخرية إذا لزم الأمر، ولنجعل الكرامة أهم من الإذلال.

وتجد ذكر طسم في أشعار الحارث بن حلزة حيث يقول: عن علياد كما قيل لطسم أخاك لأبيك. وأشار الأصمعي في شرحه إلى أن قبيلتي طسم وجديس كانوا أخوة، وأنه عندما تخلف جديس عن دفع الضريبة المطلوبة، تحملت طسم هذا الدين.

تبدو: