ومن أشكال العقدة التي تحظى بأكبر قدر من الاهتمام من قبل الباحثين والمفكرين التربويين هو التفكير الناقد.

يعد التفكير الناقد أحد أكثر أشكال التفكير تعقيدًا وتحديًا، إذ يحتاج الفرد إلى القدرة على التحليل المنطقي للأفكار والأحداث وتقييمها بشكل مستقل، بعيدًا عن التحيز والتدخل الشخصي.

على الرغم من أن مفهوم التفكير الناقد شائع الاستخدام في مختلف المجالات، إلا أن الكثير من الناس يستخدمونه بشكل خاطئ، لأنهم يعتبرونه مجرد شك في كل شيء وعدم تصديق ما يقوله الآخرون دون تحليل أو تقييم.

يجذب شكل التفكير المعقد أكبر قدر من اهتمام الباحثين

يمثل التفكير الناقد القدرة على التمييز بين الحقائق والأفكار الخاطئة والتعامل معها بشكل منطقي وبناء مما يساعد على حل المشكلات وتحسين القرارات والحياة بشكل عام.

لذلك يجب على الجميع تعلم هذه المهارة وتطويرها لتحقيق النجاح في حياتهم الشخصية والمهنية، ولكن كيف؟

تعريف التفكير النقدي

التفكير الناقد هو قدرة كبيرة يمتلكها الفرد عندما يقوم بتقييم المعلومات، ومراجعة الآراء بشكل احترافي ومتعمق، ويأخذ في الاعتبار جميع وجهات النظر المختلفة حول الموضوع المطروح.

  • ويرى الفيلسوف (أينز) أن التفكير الناقد هو تفكير تأملي معقول، يركز على ما يؤمن به أو يفعله لتنمية التفكير والسيطرة عليه، ويحاول تحسين القدرة على اتخاذ القرارات الشخصية.
  • يتطلب استخدام التفكير النقدي مستويات معرفية أعلى، بما في ذلك التقييم والتحليل والتركيب.
  • ويتميز بالحساسية تجاه الموقف، ويتضمن فحوصات ذاتية التصحيح، ويعتمد على معايير للوصول إلى الأحكام.
  • على الرغم من اختلاف الآراء حول مفهوم التفكير الناقد، إلا أنه يمكن تلخيصه في نقطتين أساسيتين: فهو لا يقتصر على اتخاذ قرار أو حل مشكلة، ولا يقتصر على مجرد تذكر المعلومات، بل يشمل كافة العلاقات اللازمة للتفسير.

ما الذي يميز التفكير النقدي؟

هل قابلت يومًا شخصًا يبدو أنه يفكر بشكل مختلف عن الآخرين؟ هل أعجبتك قدرته على التفكير النقدي والفعال؟

  • يمثل التفكير الناقد إحدى أهم الصفات التي يمكن أن يمتلكها الفرد، ولكن ما هي الصفات التي تميز هذا النوع من التفكير؟
  • وتشمل قائمة السلوكيات والسمات البارزة المرتبطة بالتفكير النقدي العديد من النقاط المهمة، مثل التمييز بين التفكير العاطفي والتفكير المنطقي، والاعتماد على المصادر العلمية الموثوقة، والبحث عن الأسباب والبدائل، والتعامل مع المواضيع المعقدة بطريقة منظمة.

أهمية التفكير النقدي

في عالم اليوم الذي يشهد انفجارا معرفيا وتقدما علميا هائلا، لا يكفي أن يكون الإنسان مجرد حامل للمعلومات، بل يجب أن يكون لديه القدرة على التفكير النقدي الذي يمكنه من تقييم المعلومات وتصفيتها، واستخراج الحقائق الصحيحة والمفيدة.

  • ولذلك فإن الأهمية التربوية الحاسمة لتنمية التفكير النقدي واضحة، حيث أنها تمنح الأفراد القدرة على نقد الأفكار واقتراح الحلول للمشكلات، وتحليل المواضيع بشكل صحيح، ومواجهة التحديات البيولوجية الجديدة بطريقة مسؤولة وعقلانية.
  • بالإضافة إلى ذلك، يساعد التفكير الناقد على حماية عقول الأفراد من التأثيرات الثقافية الضارة التي تنتشر في المجتمعات، ويمكنهم من مواكبة التقدم العلمي والتعلم المستمر في كافة المجالات.
  • في عصر العولمة الذي يتميز بالعديد من التيارات الفكرية المتناقضة، يعتبر التفكير النقدي أحد المتطلبات الضرورية للحياة الحديثة لتحقيق أهداف المجتمع بشكل فعال.

ما هو التفكير النقدي؟

اتفق معظم العلماء على 6 مهارات أساسية للتفكير النقدي، منها ما يلي:

  1. المهارة الأولى هي الاستنباط، وهو ما يتطلب استخدام المعرفة والمهارات للتمييز بين ما هو صحيح وما هو خطأ.
  2. والمهارة الثانية هي القدرة على التنبؤ بالافتراضات، مما يسمح لنا بتحديد الحلول المحتملة للمشاكل والقضايا.
  3. والمهارة الثالثة هي القدرة على المقارنة والتباين، مما يساعدنا على اكتشاف أوجه التشابه والاختلاف بين الأشياء والأفكار.
  4. والمهارة الرابعة هي تقييم المناقشات، والتي تتطلب القدرة على تقييم المعلومات والأدلة المتاحة لإجراء تقييم للقضية المطروحة.
  5. والمهارة الخامسة هي القدرة على التفسير، مما يساعدنا على فهم المواقف وتبريرها بناء على الحقائق المتوفرة.
  6. وأخيراً، المهارة السادسة هي القدرة على التمييز، والتي تتيح لنا التمييز بين الحقيقة والرأي.

ما هي خطوات التفكير الناقد؟

  • ولتنمية قدراتهم العقلية، يحتاج الطلاب إلى تعلم التفكير التحليلي والنقدي، لأن التفكير السطحي لا يمكنه مواجهة الحياة وحل المشكلات المعقدة.
  • ولذلك، يجب عليهم اتباع خطوات محددة، تبدأ بصياغة الفكرة التي يريدون تطويرها ومن ثم ملاحظة عناصر النص المختلفة.
  • ثم يقومون بتحديد العناصر الضرورية وغير الضرورية وفقًا لمعايير معينة ويقترحون العناصر الضرورية ذات الصلة.
  • ثم يربطون العناصر ببعضها بروابط وعلاقات، ويحولون الأفكار إلى جمل تعريفية مرتبطة.
  • ثم يقومون بعد ذلك بوضع الفرضيات والاستنتاجات، واقتراح البدائل الممكنة وتحديد معايير التحقيق، وصياغة الاستنتاجات، والتمييز بين الصواب والخطأ، وصياغة الافتراضات العامة.
  • يجب أن يتمتع الطلاب بالمرونة اللازمة لقبول الأحكام وقبولها، وأن يكونوا قادرين على إنتاج معاني جديدة بناءً على التعميمات، وبناء توقعات جديدة تتجاوز الخبرة في النص.

وبذلك يكتمل الطريق الصحيح لتعلم التفكير التحليلي والنقدي وتنمية القدرات العقلية لدى الطلاب. ماذا تعتقد؟ ما مدى فائدة ما ورد أعلاه؟ اخبرنا في التعليقات أدناه.