إن أضرار الغضب والصراخ والأصوات العالية على صحة الإنسان واضحة للعيان؛ ويتعرض كل عضو في الجسم لنوبات القلق هذه التي تؤثر عليه سلباً وتعطل بعض الأمور، إلى أمراض خطيرة ومخيفة سنشرحها بالتفصيل. من البداية إلى النهاية…

الآثار الضارة للغضب والصراخ والضوضاء العالية

إن أضرار الغضب والصراخ تضر الجسم بالكامل تقريباً عند الأشخاص الذين يعانون من العديد من الأمراض والعلل والمشاكل النفسية والجسدية، ورغم أن الصراخ يريح الإنسان نفسياً من خلال إطلاق الطاقة السلبية، إلا أن الجمع بين الأمرين يسبب العديد من الأضرار، والتي تحدث على النحو التالي:

1- الأرق والقلق

الغضب يزيد من مستوى القلق في جسم الإنسان، مما يؤدي إلى الحرمان من النوم والأرق المستمر، فيصبح الإنسان كسولاً وخاملاً ولا يستطيع أن يعيش كالأشخاص الطبيعيين. 78% من الدراسات حول هذا الموضوع أثبتت وجود اضطرابات في النوم، وبالتالي فإن كل من يعاني من الأرق يعاني من القلق والشعور بالفشل.

فيشعر ذلك الإنسان بالإرهاق والتعب الشديد، حتى يصبح بائساً ولا يفعل شيئاً، ويشعر بالفشل، وتزداد تعاسته، ولا يستطيع الخروج من تلك الدوامة البائسة، وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يجعل الإنسان غير قادر على التركيز. حتى لو حاول كل شيء، فإنه سيبقى غير سعيد.

وبطبيعة الحال، فإن المسألة لا تنتهي بمجرد القلق. للقلق عواقب أهمها الشعور بالوحدة. الوحدة من أكثر المشاعر الإنسانية إثارة للاشمئزاز لأنها تشعرك بأنك مخلوق ضعيف وضعيف. لا يملك شيئاً ولن يحصل عليه أبداً إلا بعد أن يعاني من عزلة طويلة تجعلك وحيداً مع نفسك مشاكساً بائساً، والوحدة معه تخلق فجوة بينك وبين الناس من حولك.

تصبح غريبًا عنهم، ويصبحون غرباء عنك، إلا من كثرة الأذى، فالوحدة ستسبب لك الانهيار الدائم، والضعف، والشعور بخذلان الجميع، بينما أنت لم خذل إلا نفسك، لا لقد خذلك شخص ما من قبل.

ومن أجل مكافحة هذه الآفة الضارة، يجب على كل شخص يشعر بالوحدة بسبب الغضب أو الصراخ أو الأصوات العالية أو ما شابه ذلك أن يفحص نفسه فوراً ويستشير الطبيب النفسي في أسرع وقت ممكن. عليه أن يلجأ إلى من يساعده.

2- الصداع المستمر

الصداع المستمر سوف يزعجك دائماً لأن الغضب يوسع الأوعية الدموية في الرأس، وبالتالي يزيد من معدل تدفق الدم، مما يؤدي إلى الصداع المستمر وأضرار أخرى مثل:

ننصحك بالقراءة

  • إن أضرار الغضب والصراخ والضوضاء العالية تؤثر على الإنسان من كل جانب، حتى الصداع الذي يعاني منه الجميع. لذا، تتناول مسكنات الألم وينتهي الأمر، لكن الصداع المنتظم قد يؤدي بك إلى مشاكل لم تتخيلها أو تفكر فيها من قبل، مثل فقر الدم أو مرض الجيوب الأنفية.
  • الصداع المستمر بشكل عام يسبب التوتر ويسبب ضرراً لعقل الشخص وجسمه، فالتوتر يجعل الإنسان يقف أمام نفسه لسنوات دون أن يتقدم للأمام ولا يفعل شيئاً.
  • وقد وصلت آثار الغضب والصراخ والأصوات العالية الضارة إلى حد المشاكل الهرمونية التي تصيب المرأة بعد فترة من انخفاض مستوى هرمون الاستروجين قبل الدورة الشهرية، وكل هذه المشاكل والتغيرات سببها الصداع البسيط.
  • عندما يتعلق الأمر بنوبة الجيوب الأنفية، تشمل الأعراض التهاب الحلق وارتفاع درجة حرارة الجسم والبلغم المستمر وبالطبع الصداع.
  • الغضب يوسع الأوعية الدموية في رأس الشخص، وبالتالي يزيد من تدفق الدم، مما يؤدي إلى الصداع المستمر.
  • تؤثر الأصوات العالية سلباً على دماغ الإنسان، إذ تخلق هواجس وتخيلات مستمرة، مما يجعله يعيش في دوامة من الأمراض النفسية.

3- مشاكل في التنفس

أشهر آثار الغضب والصراخ والأصوات العالية على الجهاز التنفسي للإنسان هو الربو، وأصدقاء هذا المرض لا يستطيعون التنفس بسهولة، والغضب يقيد تنفسهم بشكل أكبر ويخنقهم. في حالة حدوث أضرار جسيمة مثل:

  • يشعر الإنسان بضيق في التنفس بشكل مستمر.
  • اضطرابات النوم والقلق المستمر.
  • لا يستطيع التنفس إلا بصوت الصفير.
  • السعال المتكرر يمكن أن يؤدي إلى عدوى فيروسية في الجهاز التنفسي.

4- أمراض القلب

هل تعلم أن زيادة معدل ضربات القلب وتجاوز الحد الطبيعي سيؤدي حتماً إلى الإصابة بالأزمة القلبية؟ أمراض القلب تعني خللاً ومشاكل في ضربات القلب، وفي هذه الحالة هناك نوعان من الأحاسيس: “الشعور بألم في القلب أو خفقان في الصدر”.

كيف تتغلب على الغضب؟

يجب على كل شخص عصبي أن يحاول التقليل من الغضب والصراخ قدر الإمكان، وفي نفس الوقت يتجنب الانفعال الزائد، ومن هذه الأساليب المناسبة ما يلي:

  • إذا كانت هناك مشكلة مثل الخلاف مع الأشخاص من حولك ووصل هذا الوضع إلى حد الضجيج والحديث المكثف، اذهب إلى غرفتك، وابتعد عن الضجيج، وخذ قسطاً من الراحة بمفردك، وتخلص من غضبك وهدئ عقلك، ثم عد إلى هذه المناقشات بهدوء تام.
  • يجب عليك ممارسة أنواع مختلفة من الرياضة، مثل الجري أو المشي السريع، لأن الرياضة تعمل على تحسين صحة الدورة الدموية، وزيادة سعة الرئة، كما تحسن عمليات التمثيل الغذائي في الجسم، وتحسن المزاج، وبطريقة ما، تقلل من التهيج. إفراز هرمون السيروتونين.
  • إذا كنت بشكل عام من الأشخاص الذين يغضبون بسهولة، فيجب عليك أن تأخذ استراحة من عملك اليومي من وقت لآخر حتى تتمكن من الانفراد بمفردك، والهدوء، والشعور بالتحسن، ومواصلة يومك مع الجميع. -تدخل لحظات الغضب أو التهيج.
  • حاول أن تجري خطابك باحترام بشكل عام، فأنت تعبر عن رأيك الخاص باحترام وتحترم آراء الآخرين أيضًا، وتجعل عقلك معلنًا للجميع، لكنه يحتفظ بنفسه لنفسه.
  • لا حرج في استخدام بعض الأحاديث الفكاهية للتخلص من التوتر والقلق، خاصة إذا كان الحديث بينك وبين شخص آخر، لكن الحديث بروح الدعابة يكون في حدود وليس عبثاً.
  • التسامح من أهم الصفات التي تسيطر على الغضب إذا امتلكته، سامح وسامح، لا تحمل ضغينة للآخرين مهما حدث، مهما فعلوا بك من سوء.
  • بعد حصولك على قسط كافي من الراحة لنفسك وعقلك، عليك أن تعبر عن الغضب الذي يثيرك بهذه الطريقة، ولكن ضمن قواعد معينة؛ على سبيل المثال: عدم الصراخ على أحد، والتحدث بنبرة صوت هادئة، والتحدث بنبرة صوت هادئة. نظم أفكارك لتخرج بخطاب قوي ومنطقي.
  • قم بفحص الشخصيات التي تتعامل معها قبل التعامل معها، من الجيد أن تفهم مع من تتحدث وكيف، وهي ليست دراسة منهجية، ولكن على الأقل لا تفعل ما يغضبه حتى لا يثير غضبه. انت غاضب.
  • حاول التحكم في نفسك وتصرفاتك قدر الإمكان واعرف أين وكيف يجب أن تتحدث وتتصرف بشكل مناسب.

للتحكم في نفسك من هذه المشاعر بشكل عام، عليك أن تكون هادئًا تمامًا في ردود أفعالك وأن تريح عقلك قبل الجسد، فالقليل من اليوغا لن يضر أيضًا.