ليس هناك أفضل من القيام بعمل من أحب الأعمال إلى الله، وهو إتقان العمل، لأن الله ذكر هذه القيمة في كثير من الأحاديث الشريفة والنبوية عن لغة، والعديد من الأحاديث القدسية، التي كرمت من أتقن عمله. العمل، كما بشرهم الله بالرحمة والرضوان في الدنيا والآخرة.

آيات عن النجاح في العمل في الدنيا والآخرة

وهناك آيات كثيرة ذكرها الله في الكتاب المنزل، حيث ذكر قيمة العمل، في مناسبات عديدة، والعمل لا يقتصر على الدنيا فقط، بل العمل هو صورة شاملة للدنيا والحياة الآخرة، وقد ذكرها الله بكلمة “الفلاح” التي جعلها الله عبادة، للذين يقاتلون في أرض الله، ويحرصون على فعل الخير ونشره في مختلف أنحاء العالم.

1 – (قال يا قوم هل رأيتم على بينات من ربي وأنه رزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم فيما نهاكم عنه) لا أريد إلا أن أصلح ما أستطيع، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب).

  • ولنا قصة قوم شعيب ونبيهم صلى الله عليه وسلم وكيف اختلفوا معه وأعرضوا عنه عندما دعاهم إلى الله والإخلاص له.
  • فيخبرهم أنه يحرص على ألا يمنعهم من فعل أي شيء ويفعله، لأن ذلك لا يكون إلا من الله ليعينه على دعوة قومه إلى الحق بإذنه.
  • وأكد نبي الله شعيب أنه لا نجاح ولا نجاح في الدنيا ولا الآخرة إلا أن يشاء الله ذلك.

2- (ويؤتيه من حيث لا يحتسب ۚ ومن يتوكل على الله فهو يحتسب ۚ إن الله مع أمره)

  • ومن أصعب الأمور وأصعبها أن يتقي الإنسان ربه في عمله ويؤديه بإخلاص أمام وجهه الكريم، لأن الله يعلم ما في القلوب من خفايا.
  • وذكر لنا أن الإنسان الذي يحرص على خوف الله في حياته، في الدنيا والآخرة، يرزقه الله من حيث لا يعلم ولا يحتسب.
  • ويؤكد رب العزة أن تدبيره يفوق قياس الخلق أجمعين، وأن الله يبلغ أمر عبده، وأنه يستطيع أن يرزقه من أي مواطن يشاء.
  • ولم يقدروا الله حق قدره إذ قال للأمر كن فيكون. لذلك توكل على الله وأتقن عملك. يصيبك الخير في الدنيا، ويكون لك النعيم في الآخرة.

3- “ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إني من المسلمين”.

  • وفي هذه الآية يبشر الله من آمن أنه ليس شيء أفضل عند الله عز وجل من عمل صالح في الدنيا والآخرة.
  • العمل على نشر دعوة الإسلام في الأرض وتحقيق مقصد الله في خلقه.
  • وليس هناك أفضل من إتقان العمل وفعل الخير من القول والعمل، فيقوم به المؤمن بدعوة الناس إلى الله ونيل الرحمة التي يرجوها منه تعالى.
  • إذا اهتم المسلم بدعوة الله بالفعل لا بالقول، فتزين بالأخلاق الحميدة، واتبع رضوان الله، ونشر الفضيلة بين الخلق بفعله، فهو أشرف وأفضل عمل يقوم به العباد. يمكن أن يقترب من الله.

4- ” ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض حرجاً كثيراً وسعة ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله يدركه الموت فقد وقع أجره عليه “. إن الله و الله غفور رحيم .

  • يتوجه الله إلى عباده الذين يجوبون الأرض ويطلبون الله ليكونوا مع الله.
  • ومن أراد الخير والطريق إلى الله، من خلال العمل الصالح في الدنيا والآخرة، سيكافئهم الله من فضله، ويعطيهم الخير في الدنيا قبل الآخرة.
  • ويؤكد الله لعباده الذين يموتون في سبيل الحلال أنهم عند الله، وسيجزيهم الجزاء الأوفى، ويغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم، فإن رحمة الله وسعت الكون.
  • ويؤكد الله لعباده المهاجرين إلى سبيله أن الله قد أعطاهم الأجر الذي كانوا يرجونه، وأن موته كان على الله، وكذلك أجرهم.

5- “هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور”.

  • وفي هذه الآية القصيرة دروس كثيرة، حيث يخبرنا الله تعالى أن بقائنا في الدنيا ليس لعباً أو متعة، بل خلقنا سبحانه وتعالى لنكمل رسالة الله في أرضه.
  • إن خلقنا في الأرض هو ابتلاء واختبار، فالله يمتحننا فيعلم من يحسن عمله ومن يتكاسل عنه.
  • ولا يجب أن نغفل معرفة الله المسبقة بمن سينتهي من عمله ومن سيرفضه، لكن الله يحكم الخلق ويحسن إليهم، في شؤونهم، ولكن حسب ما قرره لهم وقدره.
  • ويشير الله إلى أنه خلق الموت من قبل، وأنه أراد لجميع خلقه، وحتى الحياة، أن يتم اختباره، فيرى من يطيعه ومن يبتعد عنه.

أهمية الإتقان في العمل

بعد قراءة أجمل الآيات عن النجاح في العمل في السطور السابقة، فإن العمل هو المصدر الذي يحصل منه المسلم على رزقه، والتكاسل في أدائه بما يرضي الله هو من أسوأ ما يمكن أن يفعله الإنسان يظلم نفسه ويقصر في حق الله.

فالعلم في العمل يفيد الفرد المسلم كمنفعة خاصة وللمجتمع كمنفعة عامة.

1- فائدة البطولة للفرد

  • إن المسلم الذي يحرص على إكمال عمله على أكمل وجه، ويساعد نفسه على أن يكون فرداً منتجاً، سيعونه الله في الدنيا قبل الآخرة.
  • وتظهر نتيجة الإتقان والعمل الصالح على المسلم في الدنيا بشهرة اسمه بين الناس.
  • يذكره الجميع بصفاته الجيدة وأخلاقيات عمله الجيدة وكيف أنه لا يفشل أبدًا في أداء وظيفته على أكمل وجه.
  • يؤتيه الله الفضل في الآخرة، ويضاعف له أجره، ويدفع عنه عذاب النار، ويبدله منازل طيبة على قدر جهده وحرصه على تقوى الله في حياته.
  • الفوائد في الدنيا ليست من غرس الله في الناس محبة عبده، بل تشمل من الله التوفيق والنجاح في الدنيا، وتذليل الصعاب عليه، وإزالة كل ما يخافه ويرهبه.
  • ومن أشرك الله في عمله، وأراد عمله لوجهه الكريم وحده، رزقه الله حسن القرب منه، والتمتع بكرم رزقه في الدنيا، وسعة مغفرته في الآخرة. .

2- فائدة الإتقان للمجتمع

  • وقد يظن العامل أن المنفعة تعود عليه فقط، أما المجتمع فيستفيد بقدر ما يستفيد منه الفرد المسلم.
  • فيصبح مسلماً بمساعدة سيد يحرص على الابتعاد عما يسخط الله، ويسعى فيه إلى الخير ما استطاع.
  • ويتبعه الآخرون من حوله فيما يفعل، فيثبت المسلم دعوة الله بين الناس.
  • ويعود الربح أيضاً على المجتمع إذا تحول المجتمع إلى مجموعة كبيرة من الأفراد المنتجين الذين يتقنون عملهم وبالتالي تزيد الأرباح ويتخلص المجتمع من المشاكل المادية.
  • وقد يظن البعض أن العمل يقتصر على الربح المالي فقط، وهذا يؤدي إلى فهم خاطئ، لأن العمل هو كل ما يستطيع المسلم أن يفعله.
  • العمل لا يقتصر على المكاسب المادية فقط. قد يكون العمل أخلاقيا ولا يكسب المال، ولكنه يرسخ القيم والأخلاق بين الناس ويساعدهم على التخلص من الآفات التي يمكن أن تصيب المجتمع.
  • أي عمل صالح يؤديه المسلم، حيث يضع نية إخلاص العمل لله تعالى، كالعبادة أو الكلام ونحو ذلك، يرزقه الله الحسنات، ويمحو عنه الذنوب والسيئات، ويرفع به منزلته. في …
  • ويمكن أن يستمد الخير من سيرة التابعين والرسل، وقصص السابقين الذين نذروا حياتهم للعمل وحرصوا على الإخلاص لله. لقد منّ الله عليهما، وجعلهما على رأس الخلق، ووعدهما بالسعادة في الآخرة.

وفي نهاية الكلام على آيات النجاح في العمل في الدنيا والآخرة، ليس هناك أفضل من عبد مسلم يسعى إلى مرضاة الله، ويجتهد في ذلك في جميع أمور حياته، ويسعى للقادم. التقرب إلى الله، ليس بمسائل الآخرة، بل بأمور الدنيا أيضًا. إنه مشغول بالتحضير للحياة الآخرة.

الأسئلة الشائعة

  • متى يصبح العمل عبادة لله تعالى؟

    أي أعمال مباحة ينوي فاعلها عبادة الله وإخلاص العمل له، وسيجازيه الله عليها.

  • أيهما أفضل العمل أم العبادة؟

    واختلف العلماء في الأفضل، وهناك جماعة من العلماء يقولون: إن مصلحة العمل تعود إلى كثير من الناس، بينما مصلحة العبادة تقتصر على من يعبدها وحده.